أجرت مجموعة من الباحثين دراسة جديدة، في محاولة لتقدير العمر البيولوجي للإنسان، من خلال دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر على حياتهم.

وخلص الباحثون إلى أن التأثيرات العقلية والنفسية أكثر تأثيراً من العوامل الجسدية والأمراض والعادات السيئة، حيث أظهرت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة Aging البحثية أن العوامل النفسية مثل الشعور بالحزن والوحدة تضيف حوالي 1.65 سنة من العمر. سرعة وصول الإنسان إلى الشيخوخة، وتأثيرها يفوق التأثيرات البيولوجية. وبيئة التربية والحياة، وكذلك الوضع الاجتماعي والعادات السيئة كالتدخين.

لاحظ مؤلفو الدراسة أن دراستهم البحثية خلصت إلى أن المكون النفسي يلعب دورًا مهمًا في الدراسات المتعلقة بالشيخوخة، نظرًا للتأثير الكبير لهذا المكون على العمر البيولوجي.

اعتمد الباحثون في دراستهم الجديدة على تصميم خوارزمية برمجية جديدة، ودربوها على البيانات الصحية لنحو 5000 شخص، وهي مستمدة من قاعدة بيانات دراسة الصحة والتقاعد الطولية في الصين، والتي تشمل أشخاصًا من الأعمار. مجموعة تبدأ من سن 45 وما فوق.

الخوارزمية المطبقة بهذه الطريقة لأول مرة تتضمن معلومات مادية عن 16 متغيرًا للدم، مثل مستويات الكوليسترول، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وضغط الدم. القلق والاكتئاب واليأس والخوف.

عندما تم اختبار الخوارزمية على الأفراد المرضى، بما في ذلك المصابين بالسرطان أو أمراض القلب أو أمراض الكبد أو أمراض الرئة أو السكتة الدماغية، تنبأت بدقة بأنهم أكبر سنًا من نظرائهم في المجموعة الصحية الرئيسية، ولكن تأثير هذه الحالات على الحياة لم يتجاوز المأمول 1.5 سنة، وهو أقل بقليل من التأثير الكلي للمتغيرات النفسية مجتمعة، والتي تسارعت الشيخوخة بمقدار 1.65 سنة، حسب الخوارزمية.

استنادًا إلى توقعات الساعة البيولوجية الآلية، إذا كان الشخص غير المتزوج نادرًا (يضيف عدم الزواج 0.59 سنة) سعيدًا (يضيف الحزن 0.35 سنة)، وغالبًا ما يشعر باليأس (يضيف 0.28 سنة)، ويواجه صعوبة في النوم (يضيف 0.44 سنة)، وهذا قد يكون له تأثير أكبر على صحته من التدخين وحده، لذلك يقول المؤلفون إن نتائجهم تظهر أن “التأثير الضار للحالة النفسية المنخفضة يماثل في حجمه تأثير الأمراض الخطيرة والتدخين”.