طور باحثون من معهد “فراونهوفر” الألماني للهندسة الحيوية جيلًا جديدًا من النباتات الدقيقة القادرة على تحفيز الخلايا في حالات ضعف السمع وطنين الأذن واضطرابات الجهاز الهضمي والأشخاص غير القادرين على تحريك أيديهم.

ويسعى الباحثون لاستخدام أجهزة مساعدة دقيقة مزروعة في الجسم لتحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من صعوبات في الحركة.

وأفاد موقع “ميديكال اكسبريس” بتفاصيل الابتكار، مشيراً إلى أن حجم الزرعات يبلغ حوالي سنتيمترين، ويمكنهما التواصل مع بعضهما البعض والاستجابة للإشارات المنقولة بينهما، مما يسهل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد الباحثون أن الغرسات النشطة مثل الغرسات التي تنظم المخ ونبضات القلب عن طريق تحفيز الأعصاب كهربائياً تعمل دون آثار جانبية، لكنها دائماً عرضة لخلل وظيفي بسبب تآكل الأسلاك التي تربطها بالأقطاب الكهربائية، فضلاً عن الحاجة إلى قم بتغيير البطاريات من وقت لآخر.

تتميز غرسات “Intact” الجديدة بقدرتها على التحكم لاسلكيًا وتركها مزروعة داخل الجسم مدى الحياة.

تعاون الباحثون مع شركاء في الصناعة والطب لتطوير شبكة من 12 نباتًا دقيقًا قادرًا على التواصل لاسلكيًا مع بعضهم البعض في نفس الوقت.

وفي هذا الصدد، قال البروفيسور الدكتور كلاوس بيتر هوفمان، المؤلف المشارك للبحث “تسمح الشبكة المزروعة للطبيب والمريض بالتواصل معها من الخارج وفي أي وقت”، موضحًا أن “الاتصال من الخارج يجعلهما قادرة على تعديل مواصفات الغرسات لتناسب الاحتياجات الشخصية بسهولة، من خلال استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول.

اختبر الباحثون التكنولوجيا الجديدة على الأشخاص المصابين بطنين الأذن، ووضعوا غرسة في كل أذن لتحفيز صيوانها الداخلي، وتنظيم عمل العصب السمعي، وتقليل الطنين الداخلي الذي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم.

كما اختبر الباحثون التكنولوجيا في علاج الاضطرابات المعوية التي تعقب جراحة المعدة لدى مرضى السكري، وذلك بوضع الغرسات في مناطق محددة لجمع المعلومات حول نشاط كل قسم من أقسام الجهاز الهضمي وإرسالها إلى وحدة التحكم التي تحلل البيانات. ويحفز الأجزاء المضطربة من المعدة لتحسين عملية الهضم.

في تجربة أخرى، قام الباحثون بمساعدة مريض لم يستطع استخدام قبضته، من خلال تحفيز عضلات الساعد للقيام بحوالي 8 حركات، بناءً على مراقبة حركة العينين والجفون والرأس، وإرسالها إلى وحدة التحكم التي ترسل الأوامر. لشبكة الزرع.

واجه الباحثون تحديًا في تزويد الزرعات بالكهرباء، حيث تتطلب كل واحدة منهم كمية مختلفة من الطاقة، مما دفعهم إلى تحويل مصدر الكهرباء إلى وحدة التحكم القابلة للارتداء حول الساعد أو المعدة.

يعمل فريق المعهد حاليًا على تحسين عمليات الزرع لتكون قادرة على علاج اضطرابات الحركة المختلفة في المستشفيات والعيادات الطبية.