ما هي معايير سن الأنظمة التي طالب بها الملك عبد العزيز هذا أمر يبحث عنه الكثيرون، لأننا سنجد أن المعايير الأساسية هي أنها تتماشى مع مصالح البلاد ولا تتعارض مع الشريعة الإسلامية. واجهت الدولة السعودية خلال مرحلة التأسيس والمراحل اللاحقة تحديات كبيرة. لكن الدولة استطاعت التغلب عليها بالتمسك بالعقيدة الصحيحة والدين والثبات في مبادئها.

ما هي ضوابط سن الأنظمة التي يطلبها الملك عبد العزيز

الإدارة السياسية للملك المؤسس الراحل إن شاء الله الملك عبد العزيز وبصيرة جعلته يضع أسس ومعايير راسخة للحكومة وهي

العقيدة والشريعة الإسلامية

وهي عقيدة الدولة التي تقوم على الإيمان الراسخ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر والخير والشر واتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم. له. إن ترسيخ شرع الله وحماية العقيدة هما حجر الزاوية في بناء الدولة السعودية، وقد ظهر ذلك في كثير من خطابات الراحل بإذنه مثل قوله “في كل أفعالي أعتمد. إلا بالله الذي لا شريك له، على ثقتنا به، وأنا أسعى جاهداً للدفاع عن كلمة التوحيد والحماسة لها.

مبدأ السيادة

إنها السمة المميزة للدولة السعودية، والقوة العليا فيها، ولكل جهاز سيادة عليا، مما يعطيها الحق في ترجمتها إلى صيغ قانونية فعالة. ومع ذلك، وبسبب غياب هذه الأجهزة خلال مرحلة تأسيس الدولة السعودية، فإن كيان الملك عبد العزيز يمثل تلك الأجهزة بسيادته. رحمه الله صاحب السيادة والحكمة وضم كل الأفراد تحت رايته الإدارية. ولهذا السبب تدخلت في حل الخلافات بين الأطراف المختلفة وفرض الأمن والحماية عليها. هناك جانبان للسيادة

    • السيادة الداخلية وهي السلطة المطلقة التي تتولى إصدار القوانين وفرضها على الجميع أفراداً وجماعات، وقد عرف الملك عبد العزيز كيف يفرض نفوذه ويحفظ وحدة الوطن، كما استطاع أن يتجنب الفتنة التي سعت إلى ذلك. لزعزعة وحدة الدولة، وأصدر الأنظمة والقوانين وبنى المؤسسات لتنفيذ وتمثيل السيادة الداخلية. وبين عامي 1926 و 1945 م أصدر ستة وثلاثين قانونًا، أهمها نظام القضاء، وهو حجر الزاوية في بناء سيادة الدولة، لأن المرجع الأول والأخير فيه هو الإسلام. لا سلطة أخرى على القضاء والقضاة، مع وجوب تنفيذ أحكامهم والتقاضي أمامهم.
    • السيادة الخارجية يقصد بها اعتراف الدول الأخرى بكيان الدولة واستقلاله عن سيطرة أي دولة أخرى قانونياً وعملياً، ويمثلها حقها السياسي في حرية اتخاذ القرار باستثناء بعض الالتزامات.، وحقهم في العضوية الدولية والتمثيل الدبلوماسي. في عهد الملك عبد العزيز، تمتعت الدولة السعودية باعتراف دولي بسيادتها الخارجية وتم تمثيلها دبلوماسياً. وبلغ عدد الدول الممثلة في بلاده حتى عام 1948 ستة وعشرين دولة، فيما بلغ عدد ممثليات بلاده حتى عام 1951 ستة عشر دولة. بالإضافة إلى تمسكه بالمنظمات الدولية وتوقيعه على المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي بلغ مجموعها ست وعشرون اتفاقية وأربع وستون معاهدة حتى عام 1950 م.

وعليه، قمنا بة معايير سن الأنظمة التي تم تشكيلها، لولا القيادة الصحيحة والفطنة السياسية التي تمتع بها الملك عبد العزيز، مما جعله حاكماً لامعاً، لما كان قادراً على الحفاظ على النظام الديني. ثقافة من البلاد. والسيادة السياسية وجعل العلاقة المتبادلة مع الدول الأخرى علاقة تعاون بعيدة عن المواجهة.