في الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بيوم المعلم، المعلم الذي يضحى بنفسه وبروحه ومعرفته من أجل رفع مستوى الفرد والمجتمع. تعتبر الدول يوم المعلم عطلة رسمية، بينما يحتفل البعض الآخر بالمعلم أثناء تواجده في مجال العلوم والعمل.

يقاس تقدم المجتمعات وتقدمها بمستوى اهتمامها بالعلم والتعليم، ومدى احترامها للمعلم الذي يعتبر صاحب الفضل الكبير في محو الجهل من العقول. نور المعرفة، ومهما كانت المزايا التي ذكرناها للمعلم، فلن نفي بحقه، ولن نحقق القليل من واجبنا تجاهه.

عندما نفكر قليلاً ونعود إلى التاريخ، نستنتج أن المعلم هو أساس تطور جميع البلدان، في جميع مجالات الحياة، سواء في المستشفيات أو المباني أو المصانع أو الصروح العلمية الكبيرة، أو حتى في المحاكم. من العدل والقضاء ومجالس الشورى والحكم واتخاذ القرار، المعلم يعرف كل الفئات، وله الفضل في الوصول إلى كل إنسان في الحياة لهدفه وطموحه، وهو أول شعب يتم تبجيله وتمجيده، و كم عدد القصائد التي غنت عن المعلم، وذكر مزاياه، وفضله، “من علمني حرفًا كنت عبده” الطلاب مثل الأرض القاحلة التي يزرعها المعلم يستخدم بذور المعرفة، فيسقيها، ويرعاها، حتى تكون مثمرة، وخضراء، وتزهر، فيعطيها أفضل الثمار في الحياة.

المجتمعات المتطورة والدول المحترمة تضع في موادها الأولى الحفاظ على حقوق المعلم وكرامته، وتكفل له الحياة الكريمة، وتوصي جميع أفراد المجتمع بالتواضع معه، ووضعه في الصف الأول في كل شيء. لأن لطف المعلم يعني خير جيل بأكمله، حتى احترام المعلم جاء في الدين والشريعة. وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحترم المعلم ونعظمه ونعظمه.

كل من يعمل في مجالات الحياة يستثمر فيها أشياء كثيرة ماعدا المعلم الذي يبث العقول ويسعده إذا تفوق طلابه عليه لأنه يمنحهم عصير عقله ومعرفته ليفخر بها. منهم، والتفاخر بهم في الدنيا، ليحصل على أجر، لأن العلم الذي ينفعه يعتبر صدقة مستمرة للمعلم، متوارثة من الأجيال، فتهنيئ العلم والمعلمين، ومباركهم لهم. طوبى للشموع التي تضيء طريق الخير والحقيقة والجمال للآخرين. .