كل الصبح ياتي يلمع في ايامي و اتمنى ان لا يلمعوا ما اراه في ايامي لا ارى جديد الا استمرار الملل و الكآبة و الارهاق انا لست انهزامي بل هو الحياة التي تتعارض دائمًا مع التيار، إذا لم تكن الحياة على هذا النحو، فلن أكون بهذه الشخصية، أذهب إلى العمل، يستقبلني مدير الشركة بكومة من الملفات، والتي يجب أن أكملها، فلماذا يجب أن تعمل كثيرًا، ألا توجد طريقة للراحة مجانًا !

زوجتي، ويا ​​لي أنا لم أتزوج، ماذا تريدين من رجل متعب طوال اليوم في العمل، جالس أكثر من ثماني ساعات على كرسي واحد، أمام نفس الجهاز، محاطًا بنفس الأشخاص، و تريدني أن أعود إلى المنزل بمزاج جيد، من أين يأتي هذا المزاج ما رأيك إذا جربت عملي، وجلست في المنزل، فسيكون ذلك مفيدًا وعرضًا مغريًا بالنسبة لي.

أطفالي، لا أدري ماذا أفعل بهم أنا على وشك الاختناق بسبب مطالبهم التي تسجنني. أنا لا أرى نعمة فيهم. الأفضل والأفضل أن أعود للعيش بمفردك في غرفة صغيرة لا أرى فيها أحداً، وألجأ إليها من كل هذه المشاكل.

في يوم خرجت فيه للعمل، وقررت أنه سيكون يوم جميل كما أسمع من رواد التنمية البشرية، وأتمنى ألا يتكلموا، صحيح أن قراري لم يكن حازمًا، لكنني قررت منذ خروجي من المنزل فاجأني حادث سير أمام عيني فقلت (يا صباح الفول) وبدأت أتسلل إلى نفسي آفات الأمس التي تتجدد كل يوم وتتكاثر كالعادة مدير العمل على نفس الأموال وأكوام الملفات التي لا تنتهي، وفوق كل ذلك أن ملفات الأمس أعيدت بحجة ؛ إنه غير موثوق به للغاية، ومع اقتراب ساعات العمل، اتصلت بي زوجتي ؛ لتخبرني أنها مريضة وبالكاد تستطيع التحرك، ولم تعد الغداء، طلبت مني إحضار وجبة غداء جاهزة من المطعم! ألا يعرف هذا المخلوق أنني أسقط قطرة قطرة، وعندما عدت إلى المنزل بدا أن أحد أبنائي يفتقدني – ولا أعرف لماذا هذا الشوق – طار بسرعة وانزلقت قدمه عن السلم، و كاد أن يسقط لو لم أمسك به بسرعة، يا له من يوم مليء بالأحداث، لكن بالمصائب.

لا أعرف كيف ينجز زملائي في العمل عملهم بشكل مريح، على الرغم من أنهم يعملون ضعف ما أقوم به وينجزونه بسرعة أكبر، على الرغم من أنني أفضل منهم عندما دخلت الشركة بعد المقابلات، وأخبرني زميل لي عن سعادته بقضاء الوقت مع زوجته وأطفاله، وأنهم جاهزون اليوم ؛ لأنه يذهب في رحلة ترفيهية معهم. لا أعرف ما إذا كنت أنا الخطأ الوحيد في هذا العالم من أين أحصل على وقت في رحلة مع العائلة وتعبت من ترك العمل للمنزل. فقط للنوم، أنا حقا يائسة في حياتي!

عندما أخرج مع أصدقائي، في أمسية شبابية، نتبادل المحادثات، وأشياء من الحياة، أراهم مشغولين مثلي ؛ لكنهم يستمتعون بها على الرغم من كل شيء. بدأت أشعر أن المشكلة هي أنا، وكدت أسأل أحدهم عن تفاصيل يومه بالدقيقة أو حتى بالثانية ؛ ليرى من أين تناله السعادة، ومصدر الراحة في حياته

أنا الرجل المهزوم بمواقف مزعجة ومصائب متتالية، هذا ما أعرفه عن نفسي، ولا أعرف ما يعرفه الآخرون عني، فهل ستتغير هذه اليوميات يومًا ما !