وصف أحد كبار مستشاري منظمة الصحة العالمية التفشي غير المسبوق لجدري القردة في البلدان المتقدمة بأنه “حدث عشوائي” يمكن تفسيره بالسلوك الجنسي في حفلتين جنسيتين أخيرتين في أوروبا.

وقال الدكتور ديفيد هيمان، الذي كان يرأس سابقًا قسم الطوارئ بالمنظمة، لوكالة أسوشيتيد برس، إن النظرية الأبرز لتفسير انتشار المرض هي الانتقال الجنسي بين الرجال في حفلين أقيموا في إسبانيا وبلجيكا.

لم يسبق لجدري القردة أن يتسبب في تفشي المرض على نطاق واسع خارج إفريقيا، حيث كان متوطنًا بين الحيوانات.

وأضاف هيمان “نعلم أن جدرى القرود يمكن أن ينتشر في وجود ملامسة وثيقة مع آفات شخص مصاب، ويبدو أن شكلاً من أشكال الاتصال الجنسي زاد من انتقال العدوى الآن”.

وهذا يمثل تغيراً كبيراً عن النمط التقليدي لانتشار المرض في وسط وغرب إفريقيا، حيث أصيب الناس به بشكل رئيسي من خلال حيوانات مثل القوارض البرية أو الثدييات، ثم لم ينتشر تفشي المرض عبر الحدود.

يقول مسؤولو الصحة إن معظم الحالات المعروفة في أوروبا كانت بين رجال مارسوا الجنس مع رجال، لكن العلماء يقولون إنه سيكون من الصعب معرفة ما إذا كان الدافع وراء تفشي المرض هو نفس الجنس أم مجرد اتصال وثيق.

يمكن لأي شخص أن يصاب بالمرض من خلال ملامسة المريض أو ملابسه أو حتى أغطيةه.

قال مايك سكينر، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن “بطبيعته، يشمل الاتصال الجنسي اتصالاً حميمًا وثيقًا، والذي قد يتوقع المرء أن يزيد من احتمالية انتقال العدوى، بغض النظر عن التوجه الجنسي ونوع الانتقال”.

وقالت أندريا آمون، مديرة المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض، يوم الاثنين، إن “احتمال انتشار الفيروس من خلال الاتصال الوثيق، على سبيل المثال أثناء الأنشطة الجنسية بين الأفراد مع شركاء جنسيين متعددين، مرتفع”.

وسجلت منظمة الصحة العالمية حتى الآن أكثر من 90 حالة إصابة بمرض جدري القردة في عدد من الدول منها بريطانيا وإسبانيا وإسرائيل وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وأستراليا والدنمارك وإيطاليا والبرتغال التي سجلت 37 حالة.

سجلت ألمانيا أربع حالات مؤكدة مرتبطة بالتعرض في مناسبات الحفلات حيث حدث نشاط جنسي في جزر الكناري الإسبانية وفي برلين، وفقًا لتقرير حكومي للمشرعين.

قال مسؤول صحي كبير في مدريد، الإثنين، إن العاصمة الإسبانية سجلت 30 حالة إصابة مؤكدة، وقال إنريكي رويز إسكوديرو إن السلطات تحقق في الصلات المحتملة بين حدث “فخر المثليين” الأخير في جزر الكناري، والذي جذب نحو 80 ألف شخص، وحالات في ساونا في مدريد.