لدى كل أم رغبة قوية في حماية أطفالها ورعايتهم، وتسعى جاهدة لتحقيق ذلك من خلال اتباع كافة السبل الممكنة لضمان سلامة أطفالها وحمايتهم من كافة المخاطر. ومن هذه الجهود الجديرة بالثناء، قيمة الرضاعة الطبيعية، التي سلطت الضوء عليها المنظمة الدولية، حيث أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكونون أكثر صحة وقوة، وهذه العملية تحميهم إلى حد كبير من الموت.

أساطير الرضاعة الطبيعية

ولتعزيز هذه العملية الطبيعية ومساعدة الأمهات المرضعات، تدعو الأمم المتحدة إلى إجازة أمومة مدفوعة الأجر واستراحات للرضاعة الطبيعية، فضلا عن إمكانية وجود غرف خاصة في مكان العمل للرضاعة الطبيعية أو شفط الحليب. وعلى الرغم من هذه الجهود، لا تزال العديد من “الخرافات المتعلقة بالرضاعة الطبيعية” تثير الشكوك وتجعل الأمهات يترددن في المحاولة.

“الرضاعة الطبيعية تسبب التهابًا أو تورمًا في الحلمات” – حقائق

من الطبيعي أن تشعر الأم المرضعة ببعض الانزعاج في الحلمتين في بداية فترة الرضاعة، لكن هذا الألم يجب أن يكون خفيفاً ومؤقتاً. إذا استمر الألم أو كان شديدا، يجب عليك استشارة الطبيب. يستغرق الأمر وقتًا حتى يتكيف الأم والطفل مع العملية، ولكن ليس من الضروري أن يكون الألم ثابتًا.

“عليك البدء بالرضاعة الطبيعية مباشرة بعد الولادة” – ليست حقيقة مطلقة

إن تشجيع الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة له فوائد عديدة لصحة الطفل والأم. لكن ليس من الضروري أداء اليمين الصارم على الفور، لأن التحضير لهذه العملية يعتمد على الحالة الصحية والظروف المحيطة. تبدأ الرضاعة الطبيعية عندما يكون الطفل والأم في حالة جيدة ومستعدين.

“لا يمكنك تناول أي دواء أثناء الرضاعة الطبيعية” حقيقة منعشة

لا توجد قاعدة ثابتة فيما يتعلق بتناول الأم للأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية. العديد من الأدوية آمنة ولا تنتقل إلى حليب الثدي بكميات كبيرة. يجب على الأم التحدث مع الطبيب حول الأدوية التي قد تحتاجها وكيفية دمجها مع الرضاعة الطبيعية.

“لا يمكنك استخدام حليب الأطفال أثناء الرضاعة الطبيعية” – حقيقة تعتمد على الوضع

لا توجد قاعدة ثابتة فيما يتعلق باستخدام حليب الأطفال أثناء الرضاعة الطبيعية. يتكيف جسم المرأة لتلبية احتياجات الطفل، لذلك قد يكون من الضروري في بعض الحالات استخدام حليب الأطفال. يجب أن تقوم الأم بتقييم الحالة وتوجيهها من قبل الطبيب.

“ليس من الضروري أن ترضعي إذا كنت مريضة” حقيقة أن المرض ليس عائقاً

وفي حالات نادرة، تحتاج الأم المريضة إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية، كما لو كانت مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد الوبائي. ومع ذلك، في معظم الحالات، يمكن للأم المريضة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لأن جسمها ينتج أجسامًا مضادة تحمي الطفل.

“من الصعب فطام الطفل إذا استمرت الرضاعة الطبيعية لأكثر من عام” حقيقة الاختيار الشخصي

توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن تقديم التغذية التكميلية. ومع ذلك، يمكن للأم أن تقرر الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لفترة أطول إذا رغبت في ذلك. يعتمد القرار على الاحتياجات والظروف الفردية.

باختصار، الرضاعة الطبيعية رحلة رائعة ومهمة، ويجب أن تمتلك الأم المعرفة الصحيحة للتغلب على الخرافات والتحديات التي قد تواجهها، حيث تعتبر هذه العملية لحظات خاصة في علاقة الأم بطفلها.