كثيرا ما تطرح أسئلة بين النساء حول مدى تأثير التغيرات المزاجية على صحة المرأة الحامل، وكيف يمكن أن تؤثر التغيرات العصبية والعاطفية على الأطفال بعد الولادة. أثبتت الأبحاث الطبية أن العوامل الوراثية ليست العامل الوحيد الذي يحدد طبيعة الطفل، ولكن البيئة التي تعيش فيها الأم أثناء الحمل تلعب دوراً أكثر أهمية.

ولذلك تقع على الأم مسؤولية كبيرة في ضمان سلامة الحمل وصحة الجنين. وفي هذا السياق التقينا مع الدكتور محمود الورداني أستاذ أمراض النساء والتوليد لشرح هذا الموضوع بشكل أفضل.

تأثير الحالة النفسية على صحة الحامل وتأثيرها على الجنين.

أجريت دراسة حديثة على 97 امرأة حامل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل لفحص تأثير التقلبات النفسية والعصبية. وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من مواد كيميائية معينة في دمائهن، مما يشير إلى تعرضهن للضغط النفسي، كن أكثر عرضة لارتفاع مستويات السكر في الدم.

كما ثبت أن الحالة النفسية السلبية نتيجة مشاكل في العلاقة الزوجية تؤدي إلى إفراز هرمونات تؤثر سلباً على صحة الجنين. وتفرز مراكز أخرى في الجسم هرمونات التوتر، وتستهدف الخلايا البدينة في الرحم، مما يزيد من فرص الإجهاض.

انعكاس المشاعر النفسية لدى الأم الحامل.

تظهر العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي يمكن أن تصيب الأم الحامل نتيجة الضغوط النفسية، مثل القيء المستمر والغثيان واضطرابات إفراز الغدد الصماء. القلق النفسي يمكن أن يسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة.

وتشمل المشاكل أيضًا الاكتئاب الشديد واضطرابات في التركيز والعمل. وتؤثر هذه الحالات على صحة الجنين وقدرته على النمو بشكل طبيعي.

المشاكل الزوجية وصحة الجنين

سوء العلاقات الأسرية والصراعات بين الزوجين تنعكس على صحة الجنين. يمكن أن يؤدي سوء الاهتمام بسلامة الحمل إلى الولادة المبكرة. النساء اللاتي يعشن في بيئة عاطفية سلبية قد يواجهن صعوبة في الحمل.

ولذلك يتم التأكيد على الأمهات الحوامل لتجنب الخلافات الأسرية التي تسبب التوتر والتأثير الضار للهرمونات.

ملحوظة قبل تطبيق أي إجراء أو علاج يفضل استشارة الطبيب المختص.

وخلاصة القول، يبدو أن تأثير الحالة النفسية للأم على الحمل وصحة الجنين حقيقي. لذلك يجب على الأمهات الحذر والاهتمام بصحتهن النفسية والبيئة العاطفية التي يمرن بها خلال فترة الحمل.