ضباب خفيف من نورك يخنق الظلمة، ينطق اسمك يروي الروح ويغذي زواياها، يا ياسمين أبيض نقي، يا بلورة الثلج التي تشفي الجروح وتروي الصراخ في جوف الأحزان، أمي ثم أمي حتى آخر مرة. نفس وحياتي، هي نفس روح خالدة ليس لها عمر ينتهي، قلب يضخ الربيع إلى عالمي أمي في همستي وفي صوتي أحبك حتى امتلاء أطرافي، وأنا أطرز. باسمك أسقف طريقي، ومنه أصنع باقات لأكون معزيًا لعيني، ولكن إذا ضللت، فإلى أين أذهب إلى جانبك يا سحابة تقطر بالحب، تقطر من العمر الذي أتمنى أن أهلكه بموافقتك، رئة ثالثة تختار النسيم لاستنشاقه، يخاف مني قبل أن أموت، لذلك لا أحد يعيش بالحزن الذي يحييك.

الأم هي ذلك الطيف الدافئ الذي في كل مرة يزورها أيامنا الباردة يقوم بتدفئتها، وإذا رآها وحيدة، فنسوها، وإذا كانت مظلمة، يضيئها، فهي النور الذي يسود كل ظلام يقتحم حياتنا لطرده، هي القلب الذي يحافظ على اسمنا بين نبضاته، هي عنوان رقيق محفور في المدن القديمة، ورائحته باقية حتى الآن في المدن الحديثة.

لا يتغير مع الزمن، فالحب هو ضعف الحب، والعطاء هو ضعف العطاء، وتمضي السنين ومعهم الأجيال، وما زالوا جالسين على عرش الولاء، وما زالوا يعودون إلى اسمهم. . أن يقولها الإنسان مهما كان مصيره عالياً، وبغض النظر عن مقدار الحياة التي يقضيها وهو لا يؤمن بها، يجب أن يقال ذلك في جميع ظروفه، سواء عندما هجره أقرب الناس ولم يجد صدرها أكثر حبًا من صدرها، أو عندما اجتمع الناس حوله من كل مكان للنجاح الذي حققه أو نعمة رزقه، فلا يجد بينهم من يفرح به من أعماق مثله.

هي مصدر الصفاء، موطن الرحمة، هي جنة العالم، وبغض النظر عن عدد الحروف المتجمعة، تصطف الكلمات، تصاغ العبارات والكلمات والعبارات، وتسكب التعابير في مدحها.، وبغض النظر عن مقدار ما تم القيام به من أجل رد الجميل لها لسنوات، فقد أهدرت ثروات على عينيها، ولن يحقق أي شيء أو أي شيء حقها.

في شجرة العائلة، هو ذلك الغصن الأخضر الندي، حتى لو كانت جميع الفروع المحيطة به شاحبة وقاسية، فيحولها إلى اللون الأخضر والطازج، ومزهرًا ومثمرًا، وجيدًا وثابتًا، بعد أن كان يتساقط ويوشك على السقوط.

إنها تلك الأغنية التي تغني القلوب قبل الشفتين، وحبها معركة خاسرة تنتهي قبل الصراع باعتراف “لا أحد يشبه نقاوتها”. لا نسيم يشفي مثل النسيم الذي يخرج عندما يمر. بعد الجفاف كالزهور التي تتحول إلى اللون الأخضر عند سقيها بالماء يختلف عن باقي الماء، وتبقى الأشعار تدور في حضورها دون قطرة من محيط عطائها.