عبر تاريخ البشرية قديماً وحديثاً، دارت حروب ومعارك كثيرة، بعضها كان حروباً صغيرة بدأت وانتهت سريعاً، وبعضها كان حروباً كبيرة وشرسة شارك فيها عدد من الدول وامتد لسنوات وسميت حروباً عالمية. كانت أولها الحرب العالمية الأولى التي وقعت في يونيو 1916 بين عدد من الدول الغربية، انهارت كل منها وتجمعت وحشدت قواتها لمواجهة بعضها البعض. كانت الحرب العالمية الأولى أوروبية في المقام الأول، لكنها سرعان ما تحولت إلى حرب عالمية شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

كان اغتيال ولي العهد النمساوي الأمير فرانز فرديناند وزوجته في سراييفو بالبوسنة والهرسك على يد طالب صربي الشرارة الأولى التي أشعلت نار هذه الحرب المستعرة، وبسبب هذه الحادثة أعلنت النمسا الحرب على صربيا حتى أن أعلنت حليفة صربيا الحرب على النمسا، ثم أعلنت حليفة النمسا الحرب على روسيا، وهذا هو السبب الواضح للحرب، ويعزو العديد من الخبراء سبب الحرب العالمية الأولى إلى أسباب عديدة، منها المنافسة العالمية في السيطرة على الأسواق العالمية، خاصة بعد أن كان هناك فائض في الإنتاج الصناعي في بعض الدول الغربية، وساهمت صراعات عديدة في تأجيج نار هذه الحرب، مثل أزمة البلقان وغيرها، بالإضافة إلى ظهور توجهات قومية بين شعوب الدول الأوروبية نحو الاستقلال.، وكان الاستقطاب العالمي في ذروته في ذلك الوقت، وكان طرفا الصراع ممثلين في تحالف بقيادة بريتا في فرنسا، وصربيا، والولايات المتحدة فيما بعد، أطلق عليها اسم الوفاق الثلاثي، ودخلت الاتفاقية الأخرى إلى جانبه دول النمسا وألمانيا وإيطاليا، ودخلت الإمبراطورية العثمانية إلى جانبه.

اتخذت الحرب في البداية طابع الكر والفر بين الدول المتصارعة، حيث اتسمت برغبة كل دولة في الحفاظ على مواقعها من خلال بناء التحصينات وحفر الخنادق. اقتصادياً، تدخلت الولايات المتحدة في هذه الحرب حرصاً على أسطولها البحري التجاري، وبعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، انسحبت من هذه المعركة لتغيير ميزان الصراع وسحبت ألمانيا أسطولها من حدود روسيا تتجه نحو بريطانيا وفرنسا، لكن الدعم الأمريكي المستمر ساهم في خلق توازن قريبًا، وتحول إلى تفوق نوعي لدول الحلفاء أجبر القوى المركزية على توقيع اتفاقيات الاستسلام، حيث وقعت ألمانيا في نوفمبر 1918 هدنة Compiegne الذي أنهى ذلك بشكل دائم.