من بين مشاهد العنف والتنمر العديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر المشهد مؤخرًا، مقطع عنف بين مجموعة من الفتيات، وملأته منصات التواصل الاجتماعي، والفرق هنا يكمن في كونه بين فتيات، حيث فتاة تعتدي على صديقتها في مكان عام بالرياض، وشهدت أن هذه فتاة أخرى تحرض على العنف، وفتاة ثالثة تبتسم وتضحك بشدة، وكانت النهاية انسحاب الفتاة المعتدى عليها من الخوف والرهبة.

وفيما استنكر العديد من رواد مواقع التواصل المقطع المتداول، أوضح المستشار جمال الطويرقي ذلك من وجهة نظر نفسية، موضحا أن “من صور الكليب له هدف ناتج عن اضطراب سلوكي شخصي له علاقة بالشيء نفسه”. شخصية الشخص الذي نشر هذا الكليب. في حال نشره فإنه يرضيه الرغبة في التفريق بين الناس والهدف هو كسب طرف دون الآخر، ويولد عداوة بين الآخرين ويشعر بعد تصوير الكليب أنه حقق هدفه على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو النفسي من خلال إفراغ ضغائنه الداخلية وبالتالي الشعور بلذة الانتصار وتحقيق الهدف، وهذا السلوك ناتج عن اضطراب في الشخصية. يحتاج هؤلاء إلى نوع واحد من العلاج وهو العلاج المعرفي السلوكي، بالتعاون مع الأسرة واستشارة الجهات المختصة.

التشهير بالآخرين

في غضون ذلك، أعلنت شرطة الرياض، تحديد هوية فتاة ظهرت في مقطع فيديو اعتدت فيه على أخرى في مكان عام، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها. وأوضح المحامي والمستشار هشام جعفر الفرج أن القذف والإيذاء بالآخرين بمختلف وسائل تقنية المعلومات يعاقب عليه بالحبس لمدة تصل إلى عام وغرامة تصل إلى 500 ألف ريال، وفق المادة 3 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.

وعن النظام المتبع للقصر قال “إن المنظم يعتني بالأطفال والقصر حتى المخطئين فلا يعاقب من لم يكمل السابع”. التوقيف والتحقيق الذي أكد فيه المنظم أنه لا يجوز فصل الحدث عن وليه وحقه في الاستعانة بمحام وعدم توقيفه مع باقي الأسرى إلا في البيوت المخصصة للأحداث. للحدث الاستعانة بمحام وفقاً للأحكام التي يبينها القانون.

للمحكمة – بناء على طلب من له مصلحة – أن تسمح للحدث أو وليه أو من ينوب عنه بعدم حضور المحاكمة ويكتفى بحضور من ينوب عنه وتعتبر المحاكمة حضورياً.

الإجراءات القانونية

وأوضح المحامي والمحامي عبد الكريم القاضي أن الإجراءات المتبعة في حال الاعتداء هي القبض على الجاني وتسليمه للنيابة العامة وإحالة التهمة إلى محكمة الجنايات لتوقيع العقوبة التأديبية التي قررها رئيس المحكمة. قاضي في القضية المنظورة، حيث يعاقب نظام الحماية من التعسف بالحبس مدة لا تقل عن 30 يومًا ولا تزيد عن سنة وغرامة 5000 ريال ولا تزيد على 50000 ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين لمن يرتكب فعلاً يشكل فعلاً من أفعال الإساءة.

تحديات التقليد

ولفتت الطبيبة النفسية هدى البشير إلى أن المراهق يبحث باستمرار عن الانتماء للجماعات وتقليدها، فيلجأ إلى التقليد ويسعى إلى تكوين صورته الذاتية وهويته، فيجرب مرارًا وتكرارًا مع التقليد التام، وأشارت إلى أن مشاهد ومقاطع التحدي تنجرف خلف شريحة واسعة من المراهقات والمراهقات الذين يقلدونهم ويصورون المقاطع كتحدٍ لاكتساب الإعجابات والآراء يجهلون معناها الحقيقي ومدى خطورتها، خاصةً إذا لم يفعل الوالدان ذلك. مراقبة ما يتم نسخه وبثه.

وكشفت أن المعضلة الحقيقية تكمن في ميل المراهق لتحدي ما يراه من إذاعات من هذا النوع، فيلجأ إلى تصوير مثل هذه المقاطع من خلال افتعال موقف مثلاً، ولا يكون على دراية كاملة بكل التفاصيل، مما يتسبب في الإساءة. له ولأسرته، والسبب الحقيقي هو الاندفاع نحو الشهرة بمشاهدة المقاطع التي حصدت أعلى المشاهدات.

عنف جسدي

وكشف استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور عبد الهادي الهباد، أن ما ظهر في المقطع هو عنف جسدي، وهو أحد أشكال التنمر ومن أكثر أشكال العنف انتشاراً وخاصة في مرحلة المراهقة. وقال “منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هناك زيادة مطردة في العنف الجسدي خلال السنوات القليلة الماضية، حيث ارتفعت هذه النسبة عالميا من 12٪ إلى ما يقرب من 29٪، كما أن حالات العنف بين المراهقين تزداد، خاصة عندما يكون هناك دعم هذه السلوكيات من خلال أقوى مجموعة تختار ضحيتها بعناية، تلك الضحية الوحيدة أو الأقل قوة وحيلة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها كما يحدث في الحالات التي تتعرض فيها الأقليات للعنف والتنمر. يُعزى ارتفاع معدل حدوث العنف إلى عدة عوامل، من أهمها

01- وجود سلوك عنيف أو مسيء على نفس الشخص دون رادع

02 – تعرض نفس الشخص للعنف الجسدي أو الإساءة أو التحرش

03- التعرض للعنف أو الإيذاء داخل المنزل

أو في البيئة المحيطة

04 – الوقوع ضحية التنمر

05 – تلعب العوامل الوراثية دورًا في ذلك من خلال تكوين شخصية معادية للمجتمع ذات طابع غير متسامح أو متعاطف مع الآخرين.

06- يعتبر التعرض لمشاهد العنف المتكررة سواء من خلال البرامج التلفزيونية أو مقاطع الفيديو أو برامج التحدي في وسائل التواصل الاجتماعي من أهم أسباب العنف، حيث يعمل على تعزيز دوافع العنف والرغبة في ممارسة هذا السلوك. .

07- تعاطي المخدرات والكحول

08 – العوامل الأسرية المتعلقة بالعنف (النزاعات الأسرية، ضعف الترابط، العنف، البطالة، تعاطي المخدرات لأحد أفراد الأسرة، ضعف الدعم والدعم داخل الأسرة)

09- إصابات الدماغ الناتجة عن الحوادث.