الوطن هو الحاضنة الإنسانية التي تحتضن جميع الناس الذين تربطهم علاقات مشتركة وعادات وتقاليد ودين ولغة وتراث. يهدد وجودهم. في الحقيقة، لأنه لا يمكن إعطاء سبب واحد لحب الوطن، ولكن هناك أسباب كثيرة قد تجعل الإنسان يحب وطنه، فإن حب الوطن واجب والدفاع عنه واجب. الوطن وأبناء الوطن وعدم العبث به أو سرقته. الدفاع عن الوطن حمايته من أي أخطار خارجية قد تهدد كيانه.

حيث ينبع الوطن بالدرجة الأولى من أن الوطن هو المكان الذي تدور فيه الذكريات. في كل ركن، وفي كل مبنى، وعلى كل حبة رمل، يشم الإنسان رائحة الماضي في وطنه، ويذكر آبائه وأجداده الذين بنوا هذا الوطن بأذرعهم وبكل جهودهم وقوتهم، عندما الإنسان على وعي بهذه الأمور والأمور سيحب وطنه بالتأكيد، فهناك من لا يحب ذكرياته الجميلة ولا يحب كل ركن كان يقف فيه أو ينظر إليها في شبابه.

ومن أسباب حب الوطن أنه كما قلنا هو حاضنة الأشخاص الذين نتشارك معهم نفس الهموم والأفراح والمشاكل. من يعيش معنا على ارض الوطن مثلنا تماما ولا يميزهم عنا ولا شيء يميزنا عنهم مهما كان. العادات هي نفسها، واللغة أو الدين غالبًا إما متنوع. التنوع قليل أو سائد. تتمتع البلاد بجمالها في فسيفساءها، وتنوع سكانها، وثراء تراثها الثقافي والتاريخي.

نحن نحب أوطاننا لأنها تحمينا وتحمينا من يدافع عنا في الشدة، ولكن الإنسان لا يقدر هذه النعمة إلا عندما يفقدها. من يتعامل مع الوطن ماديا لا يعرف الحب الحقيقي للوطن. هل هناك ما يجعلنا نحب بلدنا وهناك من يتخيل الوطن ككيس نقدي، بمجرد أن تتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير جداً، حتى يكفروا بهذا البلد ويكفروا بجماله عليهم. إنهم أنانيون ويريدون فقط كسب المصالح دون تقديم أي شيء، لذلك من المستحيل أن ينبع الحب من ظروف اقتصادية جيدة.