الاستدلال هو

والمراد بالاستدلال لغة طلب الاستدلال من أجل تحديد أحد المطالب سواء كانت حسية أو معنوية.

أما بالنسبة للمصطلحات، فقد تم جذب العلماء لاستخدام مصطلح الاستدلال للإشارة إلى المعاني المتقاربة، إن لم تكن متطابقة.

وعرّفها أبو الحسن الأشعري بقوله “الاستدلال هو نظر وفكرة المفكر والمتأمّل، وهو الاستشهاد وطلب الشهادة على الغيب”.

أما الرازي فهو وحده “يذكر الدلالة بالكلام ويرتبها بالفعل، وكأن من يذكر الدلالة والمتكلم فيها يتولى مسؤوليتها ويسعى للوصول إليها من أصول قانون.”

– يرى الباجي في كتابه “المنهاج” أن مصطلح “الاستدلال”، إذا استخدم، يقصد به “التفكير في الناظر في حالة رؤيته لمعرفة ما ينظر إليه، أو من أجل الغلبة”. التخمين إذا كان في طريق غلبة التخمين. والدليل هو الصحيح للهداية للمطلوب، وهو الحجة، والحجة، والمرجع، والدلالة هي الدليل، والدال هو راوي الدليل، والمستنتج هو الطالب للطالب. البينة، ويجوز له أن يستدعي البينة، والمستنتج هو الحكم، ويجوز أن يبنى المعترض عليه والمستنتج على الحكم، لأن البينة مطلوبة له، وقد تقع على السائل.

نجد تعريفا آخر للبروفيسور عبد الرحمن حبانكا الميداني في كتابه ضوابط المعرفة، حيث قال “الاستدلال هو استنتاج حالة مجهولة من قضية أو من عدة حالات معروفة، أو أنها تصل إلى عدم المصادقة على الحكم بملاحظة حكم تصديق معلوم أو بمراعاة حكمين أو أكثر من أحكام تصديق معروفة. .

لدى الأصوليين مفهوم أكثر تحديدًا للاستدلال مما ذكر، كما يسمونه “طلب دليل قانوني للوصول إلى الفحص الصحيح للحكم القانوني”. إلا أن الأدلة المطلوبة قد تكون عامة وشاملة للأدلة النصية من الكتاب والسنة وغير الأدلة النصية كالإجماع والقياس، وقد يقصد بها الدليل المحدد، وهو “ما ليس بنص”. ولا إجماع ولا تشبيه بقضية، وهي ثلاثة أقسام تربط بين حكمين دون تحديد سبب ورفقة وتشريع من قبلنا. السبب فوق الأثر، واستدلال أحد الآثار على الآخر، حتى لو كان على سبيل النفي، فهو أيضًا من ثلاث فئات غير متوافق بين حكمين، الوجود والعدم، ويتعارض. بينهما فقط الوجود، ويتناقض بينهما فقط مع عدم الوجود، لذا فإن جميع فئات الاستدلال هي ستة.

الاستنتاج من هذه التعريفات هو أن الاستدلال هو كل نص ترتبط عناصره بعلاقات استنتاجية.

يختلف النص الاستقرائي من حيث ترتيب صوره إلى جزأين الجزء التزايدي، حيث تسبق النتيجة مقدمات، والجزء الرجعي الذي كان على عكس الأول.

وأما الذكر والحذف، فهناك قسم التجلي الذي يذكر فيه جميع الصور المنطقية المتكونة له، وهناك المقطع الضمني الذي فيه طوى بعض هذه الصور ودمجها.

من حيث القيمة المنطقية نجد التصنيف التوضيحي وهو العلاقات الاستنتاجية الخاضعة للحساب الآلي، وأخيرًا نجد التصنيف الجدلي الذي ترفض فيه العلاقات الخضوع للحساب الرسمي المجرد.

من خلال هذه البيانات والقيود مجتمعة، يتضح أن جوهر الاستدلال هو إجراء انتقالي، استنتاجي، بنائي، حيث يأخذ الحالات المعروفة كنقطة انطلاق من أجل الحصول على حالات أخرى لم تكن معروفة قبل الطلب، وربما حتى أن يكون معروفا للمحث ويريد إثبات ذلك عن طريق الاستدلال. يُطلق على المقترحات أو الأدلة المعروفة في المصطلحات المنطقية مقدمة، وتسمى الافتراضات غير المعروفة أو الأدلة المخفية بالنتائج أو النتيجة. وعليه، في كل اعتبار واستنتاج يشترط وجود معروف (الشاهد) ومجهول (الغائب).

وبناء على ما تقدم يتبين أن أصل الفعل الاستقرائي ثلاثة أركان

أ- وجهي العملية الاستنتاجية هما المقدمة كما هو معلوم وشاهد، ثم النتيجة مجهولة وغائبة.

ب- النقلة الذهنية التي تقيم العملية الاستنتاجية، حيث تكون المباني مصدر هذا التحول والنتيجة هي وجهتها.

ج- ارتباط المبنى بالنتيجة، وترتب الثانية على الأولى وفق علاقة استنتاجية موجهة تأخذ شكل أمر حتمي، أي أن الاستنتاج ضروري للمقدمات أو الدال ضروري للدال.