الفقه الشرعي وبيان الحلال والحرام

وفي لحظات الرغبة الشديدة، تثور الشكوك حول جواز الاستمناء للإنسان الذي يصارع أمواج الشهوة. وجاء في الأمر الأصلي أن العادة السرية محرمة، وأنها خطيئة يؤاخذ بها فاعلها. وسنقوم فيما يلي بتفصيل الحكم العام لهذا الفعل، مع توضيح الأدلة الشرعية.

استثناء إذا لزم الأمر

عندما يجد الإنسان أن رغبته غامرة، ويخشى الوقوع في المحظورات الشرعية، فيجوز له أن يمارس العادة السرية. وهنا يبرز رأي أهل العلم الذين أجازوا هذا الفعل، في حدود الخوف الحقيقي من ارتكاب المحرمات الكبرى كالزنا واللواط، أو من تعريض النفس لاضطرابات نفسية خطيرة. ويجوز الفعل في هذه الحالة كوسيلة لدفع الضرر الأعظم، على أساس أن الإنسان يستطيع إزالة الضرر الأكبر بارتكاب ضرر أقل.

علماً أن هذه الجملة تقتصر على حالات محددة ومقيدة جداً، ولا تشمل من يتعمد إثارة المواقف أو تفاقمها، بل تؤكد على أن الفعل هو نتيجة حاجة حقيقية وليس نتيجة إغواء للذات.

حكم الاستمناء لمن غلبت الشهوة على نفسه

ويعرف الاستمناء بالاستمناء في الفقه، وهو يشمل خروج المني باليد دون علاقة شرعية. والقاعدة العامة في هذا الفعل حرام، لأنه يعتبر مخالفة لأمر الله وعائقاً أمام الطريق الشرعي والقانوني لإشباع الرغبة الجنسية وهو الزواج.

وتبين الآيات القرآنية الواضحة دعوة الله تعالى إلى حماية الفرج وتجنب الزنا، مع التأكيد على تحريم الاستمناء كوسيلة لإفراغ الشهوة.

الأضرار المحتملة للعادة السرية

لا يمكن إنكار الضرر الذي يمكن أن تسببه العادة السرية، سواء على الفرد أو على المجتمع. يمكن أن تؤدي هذه العادة إلى انقطاع النسل، لأنه بسبب ذلك يتم رفض الناس من الزواج. وإلى جانب القضايا الدينية، فقد أكدت الدراسات والتحليلات العلمية أن هذا الفعل إذا أصبح الشخص مدمناً عليه يمكن أن يسبب أضراراً نفسية خطيرة.

علاج العادة السرية

للتغلب على العادة السرية، قدم الله بديلاً قوياً الزواج. الزواج من أبرز وسائل حماية الإنسان من الوقوع في الذنوب المحرمة. ويستحب بالإضافة إلى الزواج الصيام، وغض البصر، وتجنب الزنا وسلائفه. وتشير الآيات القرآنية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه الطرق من الوسائل الفعالة في وقاية الإنسان من الوقوع في فخ العادة السرية ومخاطرها.

وفي النهاية، فإن الفهم القانوني واضح في حكم عدم جواز العادة السرية إلا في حالات معينة وفي ظروف خاصة، ويركز على الطرق الشرعية البديلة لتحقيق الراحة النفسية والروحية دون اللجوء إلى المحرمات.