أثار مهرجان الخطوة الجنوبية جدلاً حول تسمية التراث الشعبي “الخطوة”، حيث أكد العديد من سكان منطقة عسير أن الاسم غير صحيح وأن الخطوة مقصورة على “عسير” فقط، مطالبين بالحفاظ على هذا التراث و لا تعمم، وأنها تنتمي إلى قبيلة واحدة وهي عسير، ولا ينبغي تعميمها. على باقي قبائل الجنوب.

وانحرف هذا الإطار عن النقاشات الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع العديد من أفراد قبائل عسير للتعليق على الاسم ونفي أن الخطوة نسبت إلى غير عسير.

التنوع الثقافي

تتميز منطقة عسير عن غيرها بتنوع ثقافاتها وتقاليدها المختلفة، والتي تزامنت مع تنوع فنونها الشعبية والرقصات الأدائية التي ارتبطت بالشخص ومكانه الأصلي، حيث اشتهر الإنسان في عسير منذ ذلك الحين العصور القديمة لكرم ضيافته، وتسرعه في الاحتفال بالضيف والتعبير عن فرحة وصوله من خلال أداء الفنون الحركية والأصوات والألحان ذات الطبيعة الفريدة. تعبيراً خاصاً عن ترحيبه وحسن استقباله، مما ساهم في الاحتفال بهذه الثقافات والفنون حتى وقتنا الحاضر من قبل الجهات المعنية التي كرست جهودها لإبراز التراث الثقافي والتاريخي والفني في جميع مناطق المملكة.

مهرجان الخطوة

يعد مهرجان “الخطوة الجنوبية” الذي يقام في الساحة الشعبية بمدينة أبها ويستمر حتى الأول من ديسمبر 2022 م، شاهداً على الفنون الشعبية القديمة في المنطقة ويلقي الضوء على هذا الفن باعتباره ثقافياً أصيلاً. وما يرتبط بها من فنون وأزياء وإيقاعات موسيقية وشعرية فريدة اشتهرت بها منطقة عسير. . يحيي زواره بـ “الترحيب” ويعرض مصطلحاته القديمة وطرق الأداء والأصوات المستخدمة، حيث يستقبل المنظمون زوار المهرجان بمصطلح “أهلا بكم على” ثم يرافقونهم في جولة تعريفية للمعارض. وشاشات تتضمن في محتواها تفاصيل عن أهالي منطقة عسير وفنونهم، حيث يرون الزوار في “معرض الخطوة الجنوبية” عن تاريخ الخطوة التي تمتد لألف عام، مع بيان الاختلاف. في أسمائها بين الذكور والإناث مما يسمي أداء الرجال لهذا اللون “مسرحية”، بينما يطلق عليه “الرقص” للنساء.

إيقاعات مختلفة

يتضمن المعرض تفاصيل إيقاعات هذا اللون متمثلة في “الزلفة” و “البرميل” و “تنكا” و “الزير” و “المفراز” ودورها الموسيقي في أداء الخطوة من حيث تنوع ألحانها. والهدوء، إضافة إلى ة أقوال أبرز شعراء هذا اللون، والتي تتميز بوفرة وعمقها. كما يضم المعرض جناحاً للأزياء الرجالية والنسائية يعكس هوية المنطقة المتمثلة بـ “فستان عسيري” و “المنديل الأصفر” و “الحزام”، بالإضافة إلى الإكسسوارات التي اشتهرت بها النساء في منطقة عسير، بالإضافة إلى “الثوب السعودي” و “الشماغ” و “الجنبية للرجال، بألوان مختلفة وطريقة ارتدائه حسب المحافظات. وبسبب العمق التاريخي للفنون التشكيلية والاهتمام الخاص للرجل”. أهالي المنطقة، يقدم المهرجان معرضًا خاصًا يشارك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات من منطقة عسير، يستعرضون خلاله أهم أعمالهم الفنية التي تجسد جماليات لون الخطوة وبيئتها، بالإضافة إلى استوديو مباشر يتم من خلاله تدريب الأطفال على الفنون التشكيلية التي تعكس الموروث لإحياءها وغرس ثقافتها للأجيال القادمة، بالإضافة إلى منطقة تدريب للأداء التدريجي تشتمل على مرحلة مجهزة شاشة للأشخاص الذين يؤدون الخطوة بدقة.

عروض موسيقية

وقد حرص المهرجان على تخصيص منطقة موسيقية لتقديم عروض العزف على الآلات الشعبية، وشخصيات الآلات الموسيقية، بالإضافة إلى منطقة للطهي تضم عددًا من الأسر المنتجة ومقدمي خدمات الطعام الشعبي. كما يقدم المهرجان أمسيات شعرية وغنائية يؤديها عدد من الشعراء والفنانين السعوديين خلال فترة المهرجان.

بشكل عام، يهدف المهرجان إلى إبراز الخطوة الجنوبية كأول رقصة ورثتها الأجيال في منطقة عسير من خلال الفنون المسرحية والفعاليات والأنشطة التدريبية التي يستضيفها المهرجان والتي تعكس هوية المهرجان وتعزز التراث الشعبي للخطوة الجنوبية. كإرث تاريخي في نفوس الجيل الجديد.