يشهد العالم اليوم الثلاثاء خسوفًا كاملًا للقمر بظاهرة فلكية تسمى “قمر الدم”. لن يتكرر هذا الكسوف الكلي قبل عام 2025، وهو فرصة مثالية لمتابعة هذه الظاهرة الطبيعية المميزة.

في انتظار عام 2025

سيكون خسوفًا كليًا للقمر مرئيًا عبر أمريكا الشمالية في ساعات ما قبل الفجر، وفي أقصى الغرب، كانت الرؤية أفضل، وفي آسيا وأستراليا وبقية المحيط الهادئ يمكن رؤيته بعد غروب الشمس. سيكون الخسوف غائبًا تمامًا عن إفريقيا والشرق الأوسط ومعظم أوروبا، حيث سيتعين عليهم الانتظار حتى عام 2025. وسيستمر ظهور القمر حوالي ساعة ونصف، بدءًا من 516 صباحًا حتى 6 صباحًا 41 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، في وقت تمر فيه الأرض مباشرة بين القمر والشمس. سيكون خسوف القمر مرئيًا في معظم آسيا وأستراليا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية والوسطى، وستستمر مراحله 5 ساعات و 54 دقيقة، لكنه لا يُرى في سماء الوطن العربي لأن الوقت سيكون نهارًا. والقمر تحت الأفق محلياً.

حجب أورانوس

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة

“بالتزامن مع خسوف القمر، ستشهد أجزاء من آسيا وأمريكا الشمالية (لم نشاهدها في العالم العربي) حدثًا سماويًا نادرًا، حيث سيتحرك القمر المكسوف أمام كوكب أورانوس ويخفيه مؤقتًا في حدث يسمى الغيب.، ويمكن رصد هذه الظاهرة بواسطة مناظير أو تلسكوب صغير في تلك المناطق “.

القمر البرتقالي

يظهر القمر برتقالي محمر ممزوجًا بضوء غروب الشمس وشروقها.

وأضاف أبو زاهرة، أن القمر خلال الكسوف الكلي يمكن أن يأخذ اللون الأحمر الداكن إلى البرتقالي والأصفر الساطع، وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم في الغلاف الجوي حول الأرض، لذلك يخضع هذا للمراقبة المباشرة.

وأضاف خلال الدقائق الأولى من بداية الخسوف الكلي للقمر، يمكن ملاحظة ظهور لون (أخضر مزرق) على أحد أطراف القمر، وسبب ذلك اللون هو أن الضوء يأتي من عندما تعبر الشمس قمة الستراتوسفير تخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر وتمرر الضوء الأزرق وتصل إلى القمر. سيتكرر هذا أيضًا في الدقائق الأولى بعد نهاية الكسوف الكلي أيضًا.

حدث علمي مهم

وأوضح أبو زاهرة أن الخسوف الكلي للقمر سيوفر فرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض، وبالتالي محتوى الهباء البركاني (الغاز والرماد) في الستراتوسفير، وهذا مهم علميًا لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض بناءً على لون وسطوع خسوف القمر المرصود مؤخرًا. الظلام هو علامة على الهباء الجوي البركاني في الستراتوسفير – الجسيمات التي يمكن أن تعكس ضوء الشمس وتبريد الكوكب. إذا كان الخسوف ساطعًا، فهذا دليل على خلو طبقة الستراتوسفير من الشوائب. تسمح طبقة الستراتوسفير الصافية لأشعة الشمس بتسخين الكوكب أدناه.