الصداقة

قيل قديماً “اختر الرفيق قبل الطريق”، وهي لفتة مهمة تلفت انتباه حشود الأصدقاء. ثم ما أخبرنا به النبي – صلى الله عليه وسلم – في ذلك قال (عِنْدَكُمْ عِنْدَهُ صَاحِبَهُ فَلْيَنْظُرُكُمْ مَنْ يُشَاءُ). وما بين هذا وذاك هو مجال كبير نحتاجه هو أن نفهم وندرك من هو هذا الصديق، وكيف نصبح صداقة حقيقية.

وجوه الصداقة

الصداقة فضيلة عظيمة تقع على وجهين

  • الصداقة المنفعة “المصلحة” هي تلك العلاقة التي تقوم في أصلها على المصلحة والمنفعة المتبادلة القائمة بين الطرفين.
  • الصداقة “الفاضلة” الحقيقية هي تلك الصداقة الطيبة المغروسة بالثمار المباركة، التي تثيرها شخصية نبيلة يلمسها الإنسان في روح صاحبه، فيعجب به ويقع في نفسه بحبه وحرصه على ذلك. كن قريبًا منه واتخذه كصديق له، ويوجهه إلى كل خير ويبعده عن كل شر، وينصحه، ويتأثر به ويؤثر عليه في لون واحد، يصبح شخصًا مختلفًا عن تصرفاته السابقة، وهذا هو لا عجب، لأن أخلاق الشرفاء من الفضائل، ولهذا السبب فإن هذا النوع من الصداقة هو أعظم فضيلة يبحث عنها الإنسان في كل زمان ومكان.

سمات الصداقة

  • الصداقة هي إحساس إنساني نبيل، أصفى وأقدس من أن لها شروط وقيود تحدها وتدل عليها، وبمجرد ضياع بعضها يضيع العقد. ومع ذلك، هناك عدد من الشروط التي يجب الوفاء بها
  • الصداقة إخلاص هي الإخلاص الحقيقي للقلب واللسان والمشاعر وصدق المواقف وصدق الأخوة التي يحافظ بها على محبته في حضوره وغيابه.
  • إنها تضحية. الصديق الحقيقي لا يبخل على صديقه بالتضحية من أجله. لا يهتم بما قد يجده، لأن الصداقة بمعناها النفسي العميق هي التوحد الذي يجعلهم يبدون وكأنهم شخص واحد.
  • إنه أيضًا حب واحترام متبادلان ؛ الحب والاحترام رفقان، إذا فقد أحدهما، يفقد الآخر بريقه وقيمته.
  • الصديق الحقيقي هو مرآة لصاحبه، يرى نفسه من خلالها، ويرى من خلالها عيوبه ويؤديها كما ينبغي.
  • وبالمثل، فإن الصداقة هي نصيحة، وهي عتاب، وهي نقد بنّاء، وليس ما يقوم على قشور العلاقة، فلا تجني ثمارًا أو تنبت.
  • الصداقة مثل السفينة قبطان واحد فقط يمكنه الاستفادة منها، وهي ليست مستقيمة بدون شراع، وشراع الصداقة وسيادته يكملان بعضهما البعض.

اقتباسات عن الحقيقة

وسئل حكيم كيف تعرف عاطفة أخيك قال من يحمل قلقي، يسألني، يملأ عيوبي، يغفر زلاتي، ويذكرني بربّي وسئل كيف تجاونه قال أصلي له في ظهر الغيب.