الإنسان هو مركز هذا الوجود، كل شيء في هذا الكون يتم تسخيره لخدمته، فهو الشخص الذي يدير الموارد، ويستخرج الخيرات، ويصنع، ومن يزرع، ويعمل، وينتج، ويبني المدن والبلدان، ومن يحقق نهضة علمية وثقافية وأخلاقية واقتصادية. لذلك تفقد كل الموارد في هذا الكون معناها الذي لم يستطع أحد استغلاله وتطويره وتفعيله لإعادة الإعمار والنهضة.

بدأ الإنسان بنتيجة معرفية بسيطة، وبعد ذلك بدأ يكتشف الوجود من حوله، مما زاد من معرفته، وزاد إيمانه بقدراته مع تطور عقله وتوسع تصوراته مع زيادة معرفته. كما هو الحال اليوم.

تعرف التنمية البشرية بأنها العملية التي تهدف من خلالها إلى تطوير وتوسيع القدرات البشرية لتطوير المنتجات وزيادة التقدم ومضاعفة المكاسب المادية على المستويين الفردي والجماعي بما يحقق الرفاهية الاقتصادية والنهضة العلمية.

لا تشمل التنمية البشرية تنمية القدرات والمهارات فقط، بل تشمل أيضًا تحسين جميع الظروف المحيطة بالإنسان في جميع المجالات. تقديم أفضل وأفضل الخدمات التربوية لجميع الأعمار وتخفيض مستويات الأمية، حيث تعد الأمية من ألد أعداء النهضة والتنمية. بالإضافة إلى خلق بيئة مريحة نفسية عامة للأفراد وتحقيق العدالة والمساواة بين الناس وتقديم خدمات ورعاية صحية تليق بالمواطنين.

ومن أبرز الظواهر أنه تتم محاربة مفهوم وتعريف ومعنى السلبية المنتشرة بين الشعوب، والتي تنجم عن عدة أسباب، منها هيمنة الماضي على الحاضر، والموروثات الشعبية السيئة مثل الأمثال الهدامة والعادات السيئة.، والفوضى في الحياة، والحياة التقليدية، والافتقار إلى التنمية الذاتية، وزيادة الثقافة والمعرفة، والرضا عن العمل والنوم. الزواج والإنجاب ثم الموت. وبما أن السلبية من أبرز سمات الشعوب العربية اليوم، فإن الشعوب العربية هي أول من يحتاج إلى التنمية البشرية.

تتميز الشخصيات السلبية بغياب النتيجة المعرفية القوية وتركيزها على المساوئ في المجتمع وإحجامها عن السعي لإعادة الإعمار. عدم وجود هدف وعدم التأثر بأي شخص من حوله، حتى لو كان هذا الشخص في مقدمة عطائه وحتى لو كان شخصًا ناجحًا بسمات غير عادية، وهذه الشخصيات تركز على الأفكار التقليدية السائدة في المجتمع مثل بعض الأفكار الشعبية والدينية التي يروج لها أصحابها ومنظروها لتحقيق أهدافهم من خلال سيطرتهم على الجمهور.