مرض جنون البقر وهو من الأمراض القاتلة الخطيرة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي في الأبقار، والعامل المسبب لهذا المرض هو جزيء البروتين المعدي المسمى (بريون) والذي يسبب اضطرابات واختلالاً في الجهاز العصبي. بما أن هذا المرض يدمر أجزاء من الدماغ والحبل الشوكي، فإن الدماغ مليء بالثقوب والفجوات الدقيقة، حيث يصبح شكل الدماغ مثل الإسفنج ؛ لذلك يُعرف هذا المرض طبياً باسم (Bovine Spongiform Encephalopathy)، واختصاره (BSE).

مرض جنون البقر مرض مزمن، حيث تمتد فترة حضانة المرض له من 30 شهرًا إلى 8 سنوات، ويتطور ببطء ويستمر لفترة طويلة.

يتسبب هذا المرض في تغيرات سلوكية للأبقار، وحركات لا إرادية، واضطرابات، ورجفان، وتهيج حتى نفوقها. حيث يعتبر مرض جنون البقر مرضا تنكسا يؤدي إذا أصاب جسم الكائن الحي إلى تدهور تدريجي مع مرور الوقت في وظائف أعضائه. يصيب هذا المرض في الغالب الأبقار البالغة التي تتراوح أعمارها بين 4 و 5 سنوات.

يعتقد بعض العلماء أن مرض الجنون يمكن أن ينتقل إلى البشر إذا أكلوا لحوم البقر المصابة. حيث ينتقل هذا المرض إلى البشر بنمط جديد يُعرف باسم (مرض كروتزفيلد جاكوب، CJD)، وجد بعض العلماء أدلة تشير إلى وجود صلة بين المرضين، ولكن قد يكون كل من المرضين مستقلين عن الآخر. . مرض كروتسفيلد جاكوب وهو مرض تنكسي قاتل يصيب الجهاز العصبي المركزي عند الإنسان، ويسبب الوفاة في فترة قصيرة لا تتجاوز العام في الغالب، وتتشابه أعراضه إلى حد ما مع مرض جنون البقر. يوصف هذا المرض بأنه النسخة البشرية من مرض جنون البقر.

تم فحص وتشخيص هذا المرض لأول مرة في بعض الأبقار في بريطانيا عام 1986 م، ثم ظهر هذا المرض وانتشر في مناطق ودول أخرى في أوروبا والعالم. أدى هذا المرض الذي ظهر منتصف الثمانينيات إلى أزمة اقتصادية عرفت بـ (أزمة جنون البقر)، وتسببت هذه الأزمة في تدهور وانهيار سوق تجارة لحوم البقر في البلدان التي ظهر فيها مرض البقر، وخاصة بريطانيا توقف المستهلكون عن شراء اللحوم المستوردة من تلك البلدان. التي تنشر المرض. بالإضافة إلى ذلك، حظرت بعض الدول، مثل فرنسا، استيراد لحوم البقر من بريطانيا. في عام 1996، حظر الاتحاد الأوروبي استيراد لحوم البقر من بريطانيا، مما أدى إلى تفاقم الأزمة وانهيار سوق لحوم البقر فيها.