لم يخلق الإنسان عبثا. إنه مدرك وواعي قادر على التعلم والشعور بكل ما يحدث من حوله. ومن خلال الموقع الرسمي كان من الضروري أن يكون له معنى وهدف ينشدانه طوال حياته حتى يتمكن من استخدام قدراته ومهاراته المكتسبة. الجهد والتعب تحت مظلة رؤية واضحة واستشراف المستقبل بما يعرف بوضوح الهدف، كل هذه الأشياء وبطريقة سحرية يمكن أن تجعل الإنسان العظيم قادرًا على التأثير والنتائج في نفسه والآخرين وكل من حوله من الأفراد، وربما من الجماعات، وقد يكونون من الأمم، كما حدث من الأنبياء والمرسلين وأصحاب الأفكار الإصلاحية والمستنيرة العظيمة الذين استطاعوا، بسبب استغلالهم الأمثل لكل عناصرهم، أن يعيدوا التاريخ. كان التاريخ قبل محمد – صلى الله عليه وسلم – وإبراهيم وعيسى وموسى – عليهم السلام – وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما والإمام الغزالي – رحمه الله – وكونفوشيوس، وغاندي، وآينشتاين، ونيوتن، وبوذا، وأرسطو، وأفلاطون، وابن رشد، والإمام الغزالي ليسوا بالتأكيد مثل الحياة من بعدهم. ومنهم من هم أقل نفوذاً، ومنهم من أثر في تاريخ شعوبهم، وهناك من أثر في تاريخ مدنهم، وهناك من أثر على أسرهم، وهناك من أثر في نفيهم، وهناك من كان يعتمد على الآخرين فعاش ومات ولم يكتشف نفسه ولم يتعرف على نفسه.

الأهداف هي الهدف الذي يطمح الإنسان إلى تحقيقه على مدى حياته الطويلة. تتم صياغة الهدف وتحديده من خلال معرفة نقاط القوة لدى الشخص ورغباته، وتحديد المجال الذي يحبه، وبالتالي يتم تحديد الهدف تلقائيًا معه، في سياق وعي الإنسان بواقعه وقدراته. وستعرف رغباته هدفه الذي يسعى إليه طوال حياته، حيث سيعبر الهدف بعد ذلك عن أقصى نقطة يمكنه الوصول إليها في هذا المجال الذي يكون مبدعًا فيه. في مجال الطب وما إلى ذلك، والهدف لا يمكن أن ينتهي. عندما يصل الشخص إلى نقطة معينة، يكتشف نقطة أخرى، حيث تمتلئ حياة الإنسان بالإنجازات والأهداف التي يسعى إليها. لذلك يجب على الأسرة مساعدة أطفالها منذ الصغر لاكتشاف نقاط قوتهم ومساعدتهم أيضًا على التفوق في المجالات التي يرغبون فيها، حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم التي يطمحون إليها.