وضع الله تعالى شرائع الكون بحيث يكون الأجر من نوع العمل ويكون العدل ميزان الدنيا والآخرة، وجعل الله تعالى رحمته تسبق عذابه، فأرسل الله تعالى أنبياء ورسالة. رسل رحمة للعالمين وأمر الإنسان أن يعبده وحده، ويؤمن برسله، ويلتزم بأوامره، ويبتعد عما نهى عنه، وحيث يكون العدل كما قلنا هو ميزان الدنيا و. الآخرة، لأن الله تعالى خلق الجنة والنار، فكانت الجنة نعمة للمؤمنين الذين وحدوا الله تعالى وتبعوا رسله، وكانت النار هي العقوبة الأبدية للكفار.

وقد وصف الله تعالى الجنة ونعيمها في القرآن وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة لتشجيع المؤمنين وتقوية إيمانهم. “أعددت لخدمي الصالحين ما لم تره عين ولم تسمعه أذن ولم يتخيله قلب بشري”. الجنة في حقيقتها أعظم من خيال أي عقل.

لكن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قريبان من نعيم الجنة للبشر بوصف بعض ما فيها. أما حجمها فيشبه عرضها عرض السماوات والأرض مجتمعة، وبنائها لبنة من ذهب وأخرى من الفضة وترابها مسك وفيها قباب من اللؤلؤ ويكون كل أهل الجنة. ثلاثة وثلاثون سنة ووجوههم بيضاء، وجمالهم مثل جمال يوسف عليه السلام الذي اشتهر بجمالها وطولها مثل أبينا آدم عليه السلام أي، ستون ذراعا.

وأما خيام أهل الجنة وقصورهم فلها خيام من اللؤلؤ طولها ستون ذراعا. من ذهب، ويشربون من كؤوس ذهبية، فيأكلون ويشربون منها ما يريدون وما لا يخطر ببال الإنسان من الفاكهة واللحوم وغيرها، وينامون فيها على أسرة مرتفعة منسوجة بالذهب ومبطن بها. حرير وثيابهم حرير وحليهم ذهب ولؤلؤ وفضة. بوصفه في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال “إنَّ في الجَنَّةِ لَسُوقاً يَأْتُونَـهَا كُلَّ جُـمُعَةٍ، فَتَـهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ، فَتَـحْثُو فِي وُجُوهِهِـمْ وَثِيَابِـهِـمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَرْجِعُونَ إلَى أَهْلِيهِـمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَـقُولُ لَـهُـمْ أَهْلُوهُـمْ وَالله لَقَدِ لقد كثرت في الجمال والجمال من بعدنا، فيقولون والله كثرت بعد ذلك. أنا طيب وجميل “.