الخوارج

كثيرا ما نسمع رجال دين وخطباء على المنابر يتحدثون عن طائفة الخوارج الضالة التي ظهرت في التاريخ الإسلامي في عصر العصور، وأن هذا المصطلح قد انتشر في عصرنا الحالي، وانتشار حرائق الغابات، بعد ظهور مجموعات كثيرة في عصرنا الحالي. وأثار الفوضى والطغيان في الأرض بسلوكهم الذي أساء إلى قيم الدين الإسلامي وأصوله السمحة، فبدأ بقتل المسلمين وتقديس دمائهم وانتهاك مقدساتهم والاعتداء على الناس بحجة امتلاكها وحده الحق.

مؤسسة

يعود أصل جماعة الخوارج في الفكر والعقيدة إلى الدولة الإسلامية الأولى بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وذات يوم، بينما كان النبي يقسم الغنيمة – التي نالها المسلمون – على عدد من الصحابة، ظهر رجل غارق عينيه، جاحظ جبهته، ليقول للنبي اتق الله وكن عادلاً. وهذه الكلمة أخذ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ويل لك أيها العدل إن لم يكن رسول الله عادلاً، وكان الصحابة ينوون قتله، فنعهم الرسول عن ذلك، مبيناً ذلك من سيخرج عبء هذا الرجل قوم يحتقر أحدنا بصلواتهم، فيخرجون من الدين كما يمر السهم من مطلق النار، حيث تحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم. لما ترك جماعة من الخوارج نسل هذا الرجل بعد ذلك.

المظهر الفعلي للغرباء

ظهر الوجود الفعلي للخوارج في عهد سيدنا علي رضي الله عنه، عندما حدثت فتنة في عهده، كان من بينها الخلاف الشهير بينه وبين معاوية بن أبي سفيان حول مسألة القصاص من قتلة سيدنا عثمان رضي الله عنه. واقترح معاوية على علي رضي الله عنه أن يحكموا في كتاب الله بينهما، لكن جماعة من جيش علي رفضت هذا التحكيم بعد أن دعوا إليه بحجة أنه لا حكم إلا بالله.

تلك المجموعة انشققت وفاضت على علي رضي الله عنه، ودعيوا بالخوارج في ذلك الوقت، وأعلنوا علي وجميع زعماء المسلمين كفرا. بل دفعهم الخلاف إلى تحرير دمائهم وكرامتهم، وانطلق سيدنا علي كرم الله وجهه لهم وحاربهم في معارك أبرزها معركة النهروان وانتصر عليهم بهزيمة مدوية.

خوارج العصر

ينطبق المصطلح على العديد من الجماعات عبر التاريخ، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يعرف الآن باسم داعش. وهم في نهجهم وأفكارهم يحملون نفس الفكر والاعتقاد، حتى لو اختلفوا في بعض التفاصيل وادعوا زوراً وافتراءاً أنهم يتبعون نهج الكتاب والسنة.