الغرور

تصنف صفة الغرور ضمن قائمة الصفات السلبية البغيضة، والتي تسيء إلى الفرد إذا تميز به، ويعرف الغرور بأنه ثقة مبالغ فيها بالنفس، وهذه الثقة مبنية على الفراغ، وغالبًا ما ترتبط مع الأشخاص الذين يفتقرون إلى القدرات والقدرات والمهارات، لكنهم مرضى بوهم العظمة، وهذا الشعور عادة ما يكون مرتبطًا بشعور آخر من الغطرسة أن من حولهم دائمًا ما يكونون أدنى منهم، حتى لو كان الواقع غير ذلك. .

الغرور نقيض التواضع، والغرور غالبًا ما يرتبط بالنقص الداخلي، وهذا ما يحاول المتعجرف إخفاءه عن أعين الناس ؛ وهو يرتدي لباس الغطرسة والغرور كإجراء احترازي لوقاية نفسه من اكتشاف النقص فيه.

قد ينخدع الإنسان بماله أو بجماله أو قوته أو بعلمه، ويخفي عيوبه الكثيرة، كإخفاء الضعف في شخصيته، أو جهله، أو حتى بخله وخطأه. لأنه لا يمد يد العون لأهل بيته، ولا يحترم الناس أو آرائهم، ولا يتبادل التحية والسلام، ويقطع الصلات مع أقاربه، ولا يشاركهم أبسط مناسباتهم، ولا يصنع. ذريعة لذلك.

وإن كانت المعرفة والجمال والمال من الأشياء التي لا تذل صاحبها ولا تعيها، إلا أنها تصير عيبا إذا اختلطت بالغطرسة والغرور. مكانة صاحبها، وترتقي به من الداخل والخارج، فهي صفة جيدة تدل على نبل الإنسان وطيبة أصله وأصله، وترفع مكانته أكثر فأكثر.

نظرة الإسلام إلى الغرور

وكان رأي الدين الإسلامي الحق واضحا وظاهرا في هذه الصفة. فقد شتمها ونبذتها ونهي عنها بنصوص قرآنية واضحة وفي الأحاديث النبوية الشريفة. وذلك لأن هذه الخاصية لها آثار سلبية على الفرد والمجتمع، فهي خاصية تغذي الشعور بالكراهية والبغضاء، وتنشر النفور بين أفراد المجتمع الواحد، وهذا الشعور مرفوض تمامًا في ديننا الإسلامي، حيث فالدين يحث على المحبة والوئام والأخوة.

قال تعالى في كتابه الغالي {وَلاَ تَدَّ خِّنَكُمْ لِلنَّاسِ، وَلاَ تَسْرُوا عَلَى الأَرْضِ بِالْفَرَحِ. الله لا يحب كل متكبر.} وقال لقمان في كتابه {وقال ربك ادعوني فأستجيب لك. المتكبرون على عبادتي يدخلون النار في ازدراء} غفورًا، وقد جاء في الحديث الشريف رفض هذه الصفة، ومنه قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( (من كان في قلبه ذرة غطرسة لا يدخل الجنة))، وعلينا أن ندرك أن هذه الصفة تمنع صاحبها من الرضا. الله وحب رسوله. ومن تمسك به ولم يراجع نفسه يفقد عالمه والآخرة.