تعرضت أسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحنة شديدة بعد وفاته. وشهدت كربلاء أكبر مجزرة بحق آل بيت الرسول. حيث استشهد الحسين بن علي رضي الله عنه وعشرات من أهله على يد مجموعة من الضالين الباحثين عن وظائف وأموال، ولم يبق إلا طفل اسمه علي من نسل الحسين الذي كان فيما بعد. اسمه زين العابدين. ومن تبعه الإمام جعفر الصادق فمن هو هذا الإمام الجليل وما الذي يشتهر به

جعفر الصادق

ولد الإمام جعفر بن محمد في ثمانين سنة من هجرة الرسول الكريم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتهر في حياته بالأمانة والصدق حتى أطلق عليه اسم جعفر آل. – صادق. وله مجلس خاص علم بموجبه كبار الأئمة والعلماء المسلمين مثل أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس، واشتهر بالإضافة إلى علمه الشرعي في علوم أخرى مثل الرياضيات والفلسفة والهندسة، برع في الكيمياء، وكان أستاذاً ومعلماً للكيميائي الشهير جابر بن حيان.

كان الإمام جعفر تقياً وتقياً، ومحباً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلافاً لما يقول عنه الشيعة، وهو أنه اعتاد أن يشوه الخلفاء أبي بكر الصديق وعمر. ابن الخطاب رضي الله عنهم زعم أنهم انتزعوا الخلافة من جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قيل أنه تبرأ من أبي بكر وعمر ؛ حيث قال (والله أرجو أن ينفعني الله بقرابة أبي بكر). حيث يتتبع نسبه من والدته إلى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وسئل مرة عن أبي بكر وعمر، فقال عنهما إنهما دليلي، ودعا لتوليهما. وتنكر من أنكرهم، قائلين لا أشفع يوم القيامة إلا إذا فعلت ذلك.

بسبب خوف السلاطين من أهل النبي ومن مكانتهم ؛ كاد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أن يقترب منه ويسجنه رضي الله عنه عدة مرات، ومن المواقف التي تدل على صدق إيمانه أنه دعاه ذات يوم أبو المنصور لزيارته. وامتنع عن ذلك بقوله (ليش ما تأتينا فقال له ليس لك في الدنيا ما نخافه عليك أو معك شيء من الآخرة نرجوه فقال. فقال له ترافقنا لتنصحنا، فأجاب من أراد الدنيا لم ينصحك، ومن أراد الآخرة لم يرافقك.

مات رضي الله عنه، ودفن في البقيع سنة مائة وثمانية وأربعين هـ رضي الله عنه.