مفهوم الغزل وتعريف ومعنى

احتلت غزال مكانة مرموقة وعظيمة منذ عصور ما قبل الإسلام، ونجدها دائماً في أشعار الشعراء. لا تكاد القصيدة تخلو من مغازلة جمال الحبيب وصلاحه. يغازلها بأعلى معانيها وأحلى أقوالها، والغزل يعرف ما هو إلا مظهر من مظاهر الشوق الدائم للحبيبة ومدى الحب في قلب الشاعر لها، وهنا وسنتحدث في هذا المقال عن الغزل بأنواعه البكر والعمراني في عصور مختلفة.

الغزل في عصر الجاهلية

في عصر ما قبل الإسلام، احتل الغزل جزءًا كبيرًا من التراث الأدبي العربي، حيث لا توجد قصيدة لا علاقة لها بالغزل، أو تقتصر عليها فقط، وتصف جمال المرأة الخارجي بجمالها. الوجه والجسد، وعلى الرغم من إتقان الشعراء للغزل والوصف والحب والقرابة، إلا أنه لم يكن فناً مستقلاً، ونعرف ما هو الغرض من الأغراض المتعددة التي تتضمنها القصائد، والغزال في ما قبل- اتسم العصر الإسلامي بالبساطة والبعد عن الطغيان والغموض.

الغزل في أيام الإسلام الأولى

يميل الغزل في هذا العصر إلى العفة والصدق، وقد صقله الإسلام بعد ظهوره، حيث وضع القرآن الكريم مبادئ أخلاقية للشعر والشعراء، ويحد من علاقتهم بالنساء. في الباطل والسخرية والإطراء الذي يميز بعضهم ؛ لأن الهدف الذي يسعى إليه الإسلام من الشعر هو الصدق والخير والدفاع عن الإسلام، وكان للنبي الكريم والخلفاء الراشدين نفس الموقف من الشعر، وسعى الشعر إليه. تحقيق الألفة بين القلوب، وجعل العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على العفة والمودة والصدق.

الغزل في العصر الأموي

ظهر الغزل في البيئة الحجازية على مذهبين الغزل البكر الذي ظهر في الصحراء، وهو ثمر الإسلام الذي زرع العفة والأخلاق في النفس البشرية. في البيئة الأموية، خاصة في المناطق الحضرية والعمرانية، حيث يظهر في قصائد هؤلاء الشعراء أنهم مرتبطون بحبيب يغريهم، فيجذبون إليها ويغنون بجمالها وسحرها. وهكذا ينقصه العفة والصدق، ويتسم بتغير انفعالات ومشاعر الشاعر، فلا يكتفي بمحبوب واحد كما في مغازلة العذراء.

الغزل في العصر العباسي

ظل فن الغزل مزدهرًا في العصر العباسي، واستمرت ميوله الإباحية والعفة في احتلال الجزء الأكبر من الإنتاج الشعري، ولكن ساد الاتجاه الفاسق والإباحي، والسبب هو كثرة الفتيات الرقيق والعنف. دور العبيد والعبيد والمدمنين، حيث كان الشعراء يسرفون النظر إلى النساء من منظور الشهوة، وكان أبو نواس هو قائد هذا الاتجاه، آخذًا من لذة السكر نافذة يطل من خلالها على العالم، و بلغ حد المغازلة مع الفتيان، مفضلاً إياهم أحيانًا على النساء الأنيقات المزينات. العذارى في العصر الأموي يفرحون بنار الحب وبؤسها وحرمانها.