أثر الإسلام في الحياة الأدبية

حدثت تغيرات جذرية كثيرة في حياة العرب مع ظهور الإسلام، حيث انتقلوا من حياة التشرذم والقبلية إلى التوحد في دولة، وكان للشعر مكانة كبيرة وانتشار واسع قبل ظهور الإسلام، ولكن مع نزول القرآن ببلاغته وبلاغته التامة، ضاع الشعراء وانعكس ذلك في الحياة الأدبية للعرب.

أبرز آثار الإسلام على الشعر والشعراء

  • وانخفضت الفنون الأدبية التي كانت سائدة قبل الإسلام، وتطورت بعض الفنون الأخرى وظهرت فنون جديدة. مع ظهور الإسلام، تم القضاء على تهدئة الكهنة المرتبطة بالوثنية قبل الإسلام، وظهر إيقاع جديد مرتبط بالدين الإسلامي يستخدمه الدعاة في خطبهم.
  • بدأ الشعراء يدعون في شعرهم ما تعلموه من الإسلام، وبدأت تظهر أنماط شعرية جديدة، مثل شعر الجهاد والفتوحات الإسلامية والشعر الديني، وأصبح شعرهم مرتبطًا بالقيم والمثل الإسلامية.
  • احتفظ الشعراء بالأغراض التقليدية للشعر التي استخدموها قبل الإسلام، مثل المديح. وظهر ما يسمى بحمد الرسول، وهو ثناء الرسول الكريم، ومن رواده حسن بن ثابت الأنصاري. وهذا مثال من شعره

وأجمل وأحسن منك عيناي لم تنزف، وأعظم منك لم تلد امرأة

لقد خلقت خالية من كل خطأ، كما لو كنت قد خلقت كما يحلو لك

  • استخدام الشعر لوصف المعارك والفتوحات الإسلامية التي خاضها المسلمون، وتصوير البطولة الفردية والجماعية للرفاق، ووصف شجاعتهم وثباتهم الشديد، ورعب المعارك.

تذكر -هداك الله- سقطت سيوفنا على باب قديس والمكر صعب

عشية صداقة الناس لو اقار بعضهم جناحي طائر فيطير

  • واستمر استخدام الكبرياء الذي انتشر في شعر الجاهلية بأشكاله المختلفة، فاستخدموه في تصوير الشجاعة والكرم والعفة، وكذلك الافتخار بالجهاد والإيمان والتقوى، والخوف من النار. تقول النبيغة الجعادي

لقد ترسخت على التقوى واكتفيت بفعلتها، وحذرت من نار الخوف

الرد على مزاعم الآثار السلبية للإسلام على الشعر والشعراء

اتضح كيف أن الإسلام خلق موضوعات جديدة للشعراء ليكتبوا عليها، وأظهر شعراء جدد مستوحى من الدين الإسلامي الجديد ومعتقداته، وهذا يكفي لوقف كل الادعاءات بأن الإسلام كان له أثر سلبي على الشعر والشعراء، لأنه خلق موضوعات جديدة كان الشعراء يبدعون في توظيفها، ولا يمكننا أن ننكر تأثر الشعراء بالقرآن الكريم وانشغالهم بحفظه، مما زادهم من البلاغة والبلاغة، وجعله يزدهر في ظل الحكم الإسلامي. لم يكن تأثيرها دينيًا فحسب، بل شمل جميع جوانب الحياة.