كلمة وطن هي كلمة بسيطة لا تزيد عن ثلاثة أحرف لكنها في نفس الوقت تحمل معاني ودلالات كبيرة لا يمكن تصورها. إنها كلمة فخر واعتزاز، وهي الهوية التي يحملها الإنسان أينما كان وفي أي وقت وجد.

لاشك أن حب الوطن من الأمور الفطرية التي غُرس فيها الإنسان، لما له من فضائل في تربيته وتربيته وتغذيته وحمايته، ولآثاره في تشكيله. الشخصية والطبيعة، وبما أن الوطن هو مهد الإنسان ومسرح نشاطه، ومرعى أهوائه وسلامته من الخوف، فلا بد أن يكون من إحساس صادق وحنين عارم له عندما يبتعد عنه بسبب الظروف التي يعيش فيها، استجابة لنعمة ورضا.

علاقة الإنسان بوطنه تشبه علاقته بوالدته وأسرته، حيث يشعر بالأمان والراحة النفسية والطمأنينة وزملاء العمل وغيرها من الحقوق، ومن واجبه الدفاع عنه من كل عدو ومن كل شر. ؛ حبه هو الولاء له والانتماء إليه والحرص على تنمية روح المحبة والحنان بين أبنائه ليكونوا كجسد واحد فيه.

إن الدين الإسلامي يحثنا على حب الوطن والانتماء إليه والدفاع عنه والوقوف على حدوده لتأمين حدوده، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وطنه المحبوب عليه، والدليل على ذلك قوله عند خروجه من مكة غيرهم. الوطن كالشمس لا يحيا بدونه.

الوطن بكل معانيه هو المكان الذي نعيش فيه وننتمي إليه بقلوب وعقول. إنه مثل الجسد والروح مرتبطين ببعضهما البعض، وهو مثل الماء والهواء، سر الحياة. لذلك لا يستطيع أن يعيش بدون حبيبه. مهما كان الإنسان بعيدًا عن وطنه، تبقى روحه مرتبطة به حتى يعود إليه حيث يكون مع الأهل والأحباء وكل الذكريات الجميلة.

وكان من حكمة الله تعالى أن يعيِّن في الأرض من يخلفها ليعيش عليها بالهدى والبصيرة، ويتمتع بنعمه بما فيها من خيرات وزينة.