سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

سيد المرسلين وخاتم الأنبياء، حلاوة العينين، عطية وبركة الله عز وجل، من المؤمنين به وعلى كل الخليقة، محبوب القلوب، وشفيع الله. الأمة ومزاياه وصفاته وأخلاقه الحميدة لا يمكن أن ترد في سطور أو كتب أو مجلدات. في عصر الشرك والظلم والظلام، لإخراج الناس من الظلمة إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الهلاك إلى الخلاص، كافأه العظيم نيابة عنا خير ما أجره النبي على أمته. أحباؤك يا رسول الله فقال أنتم أصحابي.

ولادة

ولد الحبيب صلى الله عليه وسلم في سنة 571 م والتي سميت بعام الفيل. حيث غزا الأبرهة الحبشية الكعبة المشرفة على الفيلة لهدمها، من والدين كرماء والده عبد الله بن عبد المطلب سيد قريش أشرف قبيلة مكة المكرمة، ويرجع نسبه إلى جده عدنان. من بني إسماعيل عليه السلام، وأمه أمينة بنت وهب، وتوفي والده وهو جنين في بطن أمه. كان عمره شهرين، وفي سن الخامسة توفيت والدته، فعاش النبي صلى الله عليه وسلم يتيمًا وأمًا وأبًا.

العمل

بدأ شبابه برعاية الغنم، ثم انتقل للعمل في التجارة مع عمه أبو طالب، وانتشرت سمعته بأمانة ونزاهة وأمانة وبركة. وسمعت السيدة خديجة رضي الله عنها بهذا، فأرسلت إليه تطلب منه أن يتولى تجارة مالها، فزدهرت تجارتها وزاد مالها، فعرضت عليه أن يتزوجها. رضيت عليه الصلاة والسلام وهو في الخامسة والعشرين من عمره، والسيدة خديجة أربعين سنة، فولدت له زينب، رقية، أم كلثوم، فاطمة الزهراء، ومن الذكور – قاسم وعبدالله. ومنهم السيدة عائشة رضي الله عنها، ابنة رفيقه وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورضاه، وماريا القبطية التي ولدت له إبراهيم.

بعثة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء ليالي بالأرقام متأملاً في هذا الكون وخالقه العظيم، فنعرف ما هو هذا. جاءه سيدنا جبرائيل عليه الصلاة والسلام، فأمسكه وقال له اقرأ. اقرأ له باسم ربك الذي خلق، ومن خلال الموقع الرسمي بدأت رسالته النبوية لكل الخليقة، فواجه ما واجهه من عذاب وسخرية واستهزاء وإنكار.

صبر عليه صلى الله عليه وسلم وتحمل مثل غيره من الرسل الكرام لنشر هذا الدين العظيم الذي لا يصلح والحياة لا تستقيم بدونه، فبدأت دعوته في مكة المكرمة سرا، ثم أعلنها، وازداد أتباع هذا الدين، فأذن الله لنبيه أن يهاجر إلى المدينة المنورة، فقاد الحروب والمعارك والغزوات مع أصحابه الكرام، حتى انتشروا، وبدأ هذا الدين ينتشر في كل مكان. الأرض حتى وصلنا بدون تشويه أو زيادة أو نقصان.

الموت

في السنة الثالثة والستين من حياته الكريمة، رحل الله تعالى، بعد أن أتم رسالته كاملة، ودفن بالمدينة المنورة، وكانت وصيته الأخيرة الصلاة لما لها من مكانة عظيمة وأهميتها.