النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه

أرسل الله تعالى نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – رحمة للعالمين، واجتمع فيه صفات الكمال. كان قرآن يسير على الأرض بأخلاقه وخصائصه التي كانت نموذجا للناس حتى يوم الدين. ومن حسن الآداب التي تمتع بها الرسول – صلى الله عليه وسلم – خلق التعاطف مع أصحابه، وتوفيق قلوبهم. ومن مظاهر ذلك أنه يحب الاتصال بهم، ويحثهم على الاتصال بهم، ومن بين الصحابة الذين يلقبهم، دعاهم الرسول الكريم ابن عمه المقرب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حيث سماه أبو تراب، فتعلم ما هي مناسبة هذا اللقب ومعرفة ما هي ابرز جوانب سيرة هذا الرفيق العظيم

علي بن أبي طالب

وإن كانت بيوت الصحابة رضي الله عنهم أمثلة على المودة والمحبة وغلبة معاني الصفاء والرحمة والانسجام بين الزوجين، فإن الأمر لا يخلو من وجود بعض الفروق الطفيفة بين الزوجين، وهناك أسباب كثيرة، حتى لو جاز التحرر منها، فإن بيت النبوة خالٍ من ذلك.

كان علي بن أبي وزوجته السيدة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – مثالاً لمنزل مليء بالحب والألفة. كانا زوجان يحب أحدهما الآخر كثيرًا، ولكن ذات يوم حدث خلاف طفيف بينهما، فخرج علي – رضي الله عنه – من المنزل ليجلس في مسجد رسول الله – رحمه الله -. صلى الله عليه وسلم – وتمنى الأقدار أن يمر النبي صلى الله عليه وسلم به. ثم وجد أنه اضطجع، فسقط رداءه عن ظهره، فنزل عليه بعض الأوساخ، فنزع النبي – صلى الله عليه وسلم – التراب عن ظهره، وقال قم يا أبو تراب. قم يا أبو تراب بلسان حبيب ابن عمه الذي وقف معه في دعائه. أول فدية لفداء النبي – صلى الله عليه وسلم – في فراشه لما اجتمع الكفار لقتله.

بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يكن هناك لقب محبوب للإمام علي – رضي الله عنه – أكثر من لقب أبي تراب، لما سماه النبي بذلك، فأحب. ليتم استدعاؤهم بها ؛ لأنه يذكره بابن عمه النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وبالأوضاع العديدة التي جمعت بينهما، ومنها حادثة الأخوة بينه وبين الرسول الكريم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة.

علي – رضي الله عنه – كان صهر الرسول، وزوج ابنته الحبيبة السيدة فاطمة رضي الله عنها.