سعد بن معاذ

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن عمر القيس بن زيد بن عبد الأشهل. ولد قبل الهجرة بتسع سنين. اعتنق الإسلام في سن 31 وأصبح مسلما جيدا. ورغم أن فترة إسلامه لم تطول حيث فوجئ بالموت عندما كان شابًا، إلا أن عرش الرحمن اهتز بوفاته. وسوف نتعرف أكثر على هذا الصحابي العظيم وعمله المهم في نشر الإسلام.

منزلة سعد بن معاذ

قبل الإسلام كان سعد بن معاذ سيد قومه الأوس، وكان شيخاً في قبيلته “بني عبد الأشعل”، وكان من أصدقاء أمية بن خلف القرشي، قتل في معركة بدر بينما كان لا يزال كافراً، ولكن قبل الهجرة بعام واحد عرف الإسلام على يد مصعب بن عمير، وبعد أن دخل الإسلام استطاع التأثير والنتيجة في جميع رجال ونساء بلده. قبيلة بإقناعهم بالإسلام، فلم يبق أحد من بني عبد الأشعل إلا أسلم بيده بعد أن هددهم بأنه لن يتحدث إلى أحد حتى يسلم. شارك في غزوة بدر وأحد والخندق.

وكان لهذا الصحابي مواقف عديدة رفعت من مكانته في الإسلام. في غزوة بدر كان من أوائل الذين خرجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبدى استعداده واستعداد قومه لما شاء رسول الله، وفي غزوة أحد التي شهدت ارتباكًا لقيل استشهاد الرسول. وكان سعد بن معاذ من المرابطين الذين بقوا مع الرسول وأصحابه. أما معركة الخندق فقد قاتل بعناد حتى أصيب بجروح أدت إلى وفاته بعد شهر.

وفاة سعد بن معاذ

كان سعد بن طويل القامة، أبيض الوجه وله لحية جميلة، وعندما أصيب في الخندق قطع جزءًا من ذراعه، لكنه لم يتوقف عن القتال، وكان صبورًا على جروحه. كان هذا في السنة الخامسة للهجرة، وعند وفاته كان لا يزال في السابعة والثلاثين من عمره، وعند وفاته، قال الصحابة إن جنازته كانت سريعة، وكان الكفن خفيف الوزن رغم قوامه الضخم، وهذا هو دليل على كلام جبرائيل للرسول صلى الله عليه وسلم أن سبعين ألفًا من الملائكة نزلوا لحمله، وحتى عرش الرحمن تحرك بتوقع قدومه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عنه صلى الله عليه وسلم هذا العبد الصالح الذي نزل من أجله العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد عليه سبعون ألفًا من الملائكة الذين لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، وانضم إلى عناق ثم أطلقه، والمراد هنا عناق ليس عناق فيه وجع، بل هو أشبه بألم فقدان عزيز عليه، وليس من العذاب. قال الصحابة الذين حفروا قبره أن ر كلما حفروا أعمق كانت رائحتهم مثل المسك.