البطالة

البطالة بمعناها العام تعني “عدم العثور على عمل لمن يبحثون عنه والذين يستطيعون إيجاده”. يختلف تعريف ومعنى البطالة من منطقة إلى أخرى حسب تعريف ومعنى د. “رايموبارين”. البطالة هي التوقف الإجباري عن العمل حسب فقدان العمل، وقد يمتد هذا التوقف لمدة أسبوع أو شهر أو أكثر.

تعاني مجتمعات معظم الدول النامية من هذه الظاهرة، خاصة وأن البطالة تؤثر على الشباب والشابات، وهذه الفئة العمرية هي التي تمثل القوة العاملة في أي مجتمع. وهذا يزيد من معدل البطالة بين الشباب.

ما هي اسباب البطالة

طبيعة الأنشطة الاقتصادية التي يعمل فيها الناس هي ما يتحكم في فرص العمل. توفر بعض الأنشطة الاقتصادية فرص عمل أكثر من الأنشطة الاقتصادية الأخرى. تتمتع البلدان التي يعتمد اقتصادها على الصناعات بفرص عمل أكثر من البلدان التي يعتمد شعبها على حرفة الزراعة. لذلك نجد أن معدلات البطالة مرتفعة للغاية في الدول الزراعية.

يساهم انتشار الأمية بين الشعوب بشكل كبير في ارتفاع معدل البطالة، حيث يحول انخفاض مستوى التعليم دون تطوير برامج التدريب والتأهيل لمواكبة متطلبات سوق العمل المتجدد والمتغير في ظل التقدم التكنولوجي السريع.

تعويضات البطالة

لا يقتصر تأثير ونتائج ارتفاع معدل البطالة على النمو الاقتصادي في الدولة فقط، بل يقتصر على التأثير والنتائج المجتمعية، مما تسبب في ظهور العديد من الأمراض الاجتماعية بين الشباب. هناك علاقة بين البطالة والفقر والجريمة، وكما قال المفكر الفرنسي روسو، “الفقر هو أهم جريمة، على الرغم من قلة من المجرمين في الولاية منظمين بشكل جيد”، يقول داكاردا “أن السرقة عادة ما تكون جريمة الفقر. “ومن خلال ذلك تكون العلاقة بين الفقر والبطالة علاقة إيجابية، فكلما ارتفعت النسبة زادت معدلات الجريمة.

ذكرت إحدى المجلات الفرنسية أن “السكان الذين لا يأكلون عندما يكونون جائعين، أو الذين يأكلون طعامًا سيئًا، ليسوا في مستوى حل مشاكلهم”. يعتبر المكون الشبابي أكثر الفئات تعرضاً للانحراف بسبب الفراغ، لذلك يلجأ الشاب للعب وتعاطي المخدرات حتى يصبح خطراً على أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه.

إن ما نراه اليوم من مظاهر التطرف دليل قاطع على أن معظم الشباب الذين وصلوا إلى مرحلة التطرف هم من عانوا من الفراغ والتحول إلى التطرف كان مخرجًا له من الأزمة النفسية التي يمر بها، مع العلم أن هذا ليس مبررا للإنسان أن يعطل عقله ويسد الأفق أمامه.