كان أبو القاسم الطنبوري يمتلك حذاءً قديمًا، فبلعه بقطع من الجلد أو القماش عند قطعه، حتى أصبح حذائه مجموعة رقع، وكان معروفًا بين الناس بحذائه، أحضر الحذاء. المتاعب والبؤس والفقر لصاحبها أبو القاسم حتى عندما حاول التخلص منها، هذه قصة حذاء طنبوري لأبي القاسم.

ويقال إن بعض أصحابه طلبوا منه التخلص من هذا الحذاء البالي، فقام بإلقاء الحذاء في المكب، وعاد إلى منزله، وفي طريقه رأى أشياء كثيرة أعجبته، مثل قوارير مزخرفة لكنها كانت غالية الثمن ولا حاجة لها، فانتقل مرة أخرى إلى محل يبيع المسك، فظن أن هذا المسك يجب أن يوضع في إحدى الزجاجات الجميلة، وعاد إلى المحل لبيع الزجاجات، و اشترى واحدًا منه، واجتاز دكان المسك واشتراه، ووضع المسك في القنينة، ثم عاد إلى منزله، ووضع قنينة المسك، وخرج مرة أخرى ليقضي حاجاته في ذلك الوقت، وهو رجل كان يعرفه. – مرّ الطنبوري بالقرب من المكب ألقى فيه الطنبوري حذائه وتعرّف عليه، وفكر وقال “يستحيل على الطنبوري أن يتخلى عن حذائه”. فأخذه ودخل بيت الطنبوري وطرق الباب فلم يجبه أحد. رأى نافذة المنزل مفتوحة، فألقى الحذاء من خلاله، وضرب زجاجة المسك، فانكسر، ولم يكن هناك أثر لها أو المسك الذي بداخلها. أخذ حذائه وألقاه في النهر، ولكن كان هناك صياد علق الحذاء على شباكه، وقال في نفسه إنه يجب أن يرد الجميل للطنبوري، ويعيد له حذائه، فذهب. وأعطاه الحذاء، فوضعهما الطنبوري على سطح المنزل ليجف من الرطوبة، ورآه قطة وظن أنها قطعة لحم، فأخذها وأكلها، – رآه طنبوري وطرده، فأخذت القطة الحذاء بداخلها، وقفزت فوق أسطح المنازل. القاضي، لكن حجة الطنبوري لم تكن مقنعة، فحكم عليه القاضي بدفع دية الجنين، وأعطاه الحذاء، وقال “لعنك الله من الحذاء”. ثم فكر وقال إنه سيرميها في مكان لن يصل إليه أحد، فألقى بها في مياه الصرف الصحي، وعاد إلى منزله سعيدًا، ومضى يومان، وفاضت مياه الصرف الصحي في الطريق، فاضت العمال جاءوا لتنظيف المكان المسدود، ورأوا حذاء الطنبوري، فأخذوه إلى القاضي الذي حكم عليه بالحبس والجلد، وأعاد له الحذاء، فقال لعنك الله من حذاء. . ” فقرر دفنه في مكان بعيد بالجدار، فسمع الجيران صوت الحفر، وظنوا أنه لص، فأبلغوا الشرطة، فجاء الحراس وشاهدوا الطنبوري يحفر، ومتى. سألوه عن سبب الحفر، فأجاب أنه يريد دفن الحذاء، لكن حجته لم تكن مقنعة، وحكم عليه القاضي بالسرقة والجلد، وأعاده إليه الحذاء، فقال ” لعنك الله من الحذاء “. فذهب إلى الحمام العام، ووضع الحذاء خارج الحمام، وعاد إلى منزله، لكن كان هناك من سرق حذاء الأمير، ولم يبق منه سوى حذاء الطنبوري، ورفع أمره للقاضي بتهمة التهمة. منه بسرقة حذاء الأمير فصدر عليه حكم. ودفع القاضي قيمة الحذاء وجلده. أعاد الحذاء له. قرر الطنبوري دفنه في الصحراء. رآه الحراس واقتادوه إلى القاضي وأخبروه أنه تم العثور على القاتل. ولأنهم وجدوا رجلاً مقتولاً في مكان التنقيب، قال الطنبوري للقاضي سيدي اكتب صكاً بيني وبين هذا الحذاء، فأنا بريء منه، فقد أفقرني وعمل بي منكرات. وأخبره بكل ما حدث له بسبب الحذاء.

وهكذا أصبح أبو الطنبوري مصدر بؤس وبؤس، وكل من حاول إنهاء ما يملكه والتخلص منه، لكنه يعود إليه بعد كل مرة، ويجلب له المتاعب بحذاء.