حرب البصوس

حرب البصوس من أشهر الحروب التي شهدها التاريخ. اندلعت حرب البسوس بين قبيلة تغلب بن وائل وحلفائها، وقبيلة بني شيبان وحلفائها، عندما قتل كليب بن ربيعة التغليبي ناقة سعد بن شمس الجرمي، جارة. البسوس بنت منقذ الطامية.

سبب الحرب

كان كليب بن ربيعة التغليبي ملك قبائل معاد وسيدها، وكان هذا سبب دعاره وكبريائه، فلم يعد يعتني بحماته، فانتشر فيها. غطرسة الأرض وفسادها، حتى لا تشتعل نار بناره، ولا تُزود جمال أحد بجماله.

وكانت قبائل بني شيبان من بكر بن وائل وبني جاشم من تغلب بن وائل جيران في بيوتهم. وكانت الباسوس تقيم مع الجساس في بني شيبان، وكان برفقتها جارها سعد بن شمس الجرمي القدعي. أن الجمل كانت مشابك جمل، كانت الناقة معقولة، وبمجرد أن رأت الإبل متنازعة حتى استطاعت أن تقطع عقالها وتلتقط الإبل وتختلط بها، فلما رأى مشبكها بين البعير أنكر وسرعان ما أطلقت سهمًا باتجاه ضرعها، وبعد ذلك صدت الناقة وهي تتوسل، شاهد المجرم صاحبها في هذه الحالة وأخبر الرجل بدوره، صرخت

“وتذلونه … وتذلونه!”

وهتفت

من أجل حياتي، لو كنت في بيت المنقذ، لما كان سعد يضطهد وهو جار آبائي.

فغضب الجصاص بن مرة فور سماعه كلمات وعبارات البسوس فركب جواده وانطلق بعد كليب يليه عمرو بن الحارث الشيباني. فقال لجيساس أعطني ماء. فأجابه الجساس قائلًا “أنت تجاوزت الشبيثة والاحص”.

بعد مقتل كليب سافر بنو شيبان حتى خيموا قرب ماء يسمى النهى، وتبعهم المهلهل بعد أن اعتزل من النساء والخمر، وجمع قومه من قبيلة تغلب، وأرسلوا عددا من الرجال لمرة الشيباني والد جساس فقالوا له بقتلك كليب بناب جمل. فتقطعت الأرحام وانتهكت الحرمة، وكرهنا الاندفاع إليك دون أن نقدم لك الأعذار، ونعرض عليك أربع طرق يكون بها مخرج ولدينا مخرج مقنع “. سألهم ما هو، فأجابوه “أنت تحيينا بمقطع، أو تدفع لنا قاتلاً، نقتله، أو طائر الطنان، يكفيه، أو إذا كنت قادرًا”. لنفسك، فيك اكتمال دمه ”

فأجابهم مرة قائلًا “أما نهضتي فهذا غير. أما جساس فهو فتى طُعن على عجل ثم ركب حصانه، فلا أعرف أي دولة احتوته. أما همام فهو أب لعشرة وله عشرة وخال لعشرة. بجريمة شخص آخر، وأما أنا فهل هي إلا خيول تتجول غدًا، وسأكون أول قتيل بينهم، فلماذا أسرع للموت !

ولكن لديكم سمتان بالنسبة لي، إحداهما، هؤلاء هم أبناء البقية. لذلك يعلقون حول عنق أي منهم تريد، قطعة خبز، فخذوه إلى معسكركم وذبحوه بذبح الإبل، وإلا فسيتم نصب لكم ألف ناقة سوداء العينين. كفيل من بني وائل! ”

فغضب الرجال من كلامه، وقالوا له إنه أساء إليهم بهذه المساومة، فتبعت جليلة بنت مرة أهلها، ودعت قبائل الغفيله بن قسيس والنمر بن قسيس الذين انضموا إليها. قبائل بكر بن وائل عزلت قبيلة بني شيبان وكرهت حيهم ومساعدتهم ؛ لأنهم رأوا سبب قتل كليب عن ناقة أمرًا عظيمًا، فابتعد عنهم قبائل بني يسكور وبنو عجل وتوقفوا عن دعمهم، بينما اقتصر الحارث (سيد بني قيس) على قوتهم. بيت.