معركة مرج دابق

هي معركة قرب مدينة حلب في الجمهورية العربية السورية، بين العثمانيين – بقيادة السلطان سليم الأول – والمماليك بقيادة قانصوه الغوري – في الثامن من آب عام ألف وخمسمائة وستة عشر. ميلادي.

ما أسباب معركة مرج دابق

كانت العلاقة بين العثمانيين والمماليك علاقة صداقة نتجت عن العديد من التحالفات، وظهر هذا التحالف من خلال تعاون الأسطول العثماني والمملوكي في حربهم ضد البرتغاليين، وبدأت الخلافات بين الدولتين تطفو على السطح. مع بدء الخلافات بين الشاه إسماعيل صفوي سلطان فارس، والسلطان سليم، حيث سعى كل منهما على حدة للتحالف مع المماليك لمواجهة الطرف الآخر.

وأرسلوا سفاراتهم المتتالية إلى السلطان قانصوح الغوري طالبين منه التحالف معهم، وكان أمر السلطان شاه أن يحذر قنصوه من الخطر الذي يشكله السلطان سليم الأول على مملكته، وأن فشل ذلك. التحالف سيمكن السلطان سليم الأول من التفرد واحداً تلو الآخر والقضاء عليهم تدريجياً، خاصة بعد أن وقع اتفاقية الهدنة مع الأوروبيين.

أما السلطان سليم الأول، فقد حثه قانصوح الغوري على التحالف معه ضد أعدائهم المرتدين من الشيعة، وحذره من أطماع الصفويين في حلب والشام. سار السلطان سليم الأول باتجاه بلاد فارس، وفي هذه الأثناء كتب إلى أمير سلالة التركمان ذات القدر (علاء الدولة)، حيث طلب مساعدته في حربه ضد الصفويين، لكن الأمير اعتذر على الأسباب. من شيخوخته وأن بلاده تحت حماية المماليك.

بعد أن انطلق الجيش العثماني في طريقه هاجم جيش علاء الدولة مؤخرة الجيش العثماني، فأرسل قانصوه الغوري رسالة شكر للأمير علاء الدولة، وطالب في تلك الرسالة بمواصلة مناوشة السلطان. جيش سليم. ورد قانصوح على السلطان سليم بأن علاء الدولة قد أخطأ، فمنذ ذلك الوقت كان السلطان سليم يطارد سلطنة المماليك، وحاول قنصوه تهدئة الأمر بينه وبين السلطان سليم بعد انتصار الأخير في معركة كلديران، لكن السلطان سليم لم يفعل. اقبل الأمر.

إعلان الحرب

وجمع السلطان سليم قادة جيشه ووزرائه وأخبرهم بما فعله علاء الدولة الذي تعرض له المماليك، وذكّرهم برفض قنصوه التعاون معه في حربه ضد الصفويين. واستقر رأي السلطان في إعلان الحرب على المماليك. كان الغرض من الرسالة جر السلطان إلى الحرب، وكان من أكبر أخطاء السلطان قنصوه أنه عامل الوفد بقسوة، وشتمهم بدلاً من محاولة الإصلاح، وخرج قانصوه بجيش كبير من مصر إلى تفتيش قواته في سوريا استعدادا لأي تحرك عثماني.

وبينما غادر السلطان سليم على رأس جيشه من مدينة اسطنبول باتجاه الشام، علم قانصوه في هذه الأثناء أن السلطان سليم قد غادر لمقابلته، فأرسل رسالة إلى (جان بردي الغزالي) في حمص ؛ ليجمع قوّاته بالإضافة إلى أمراء لبنان والشوف، ويلتقي به في سهل مرج بن دابق، وكان عنده ما يريد. اجتمعت قواته في المرج، وانضم جيش من دمشق بقيادة السباي.

من ناحية أخرى، كان خير بك في حلب على اتصال بالعثمانيين، الذين أقنعوه بخيانة قنصوة، ووعده بحكم مصر. علم قانصوح بخيانة خير بك مرتين، لكنه رفض أن يوقع عليه العقوبة قبل المعركة ؛ خوفا على قلوب الأمراء من التشتت.

انتصر العثمانيون في معركة مرج دابق وهذا الانتصار وفر لهم باب دخول دمشق بكل سهولة ويسر. بعد ذلك بدأ العثمانيون يستعدون لغزو مصر بعد مقتل قنصوة الغوري في مرج دابق.