تعتبر صعوبات التعلم التنموية وعلاجها من الصعوبات التربوية التي انتشرت بشكل كبير في الأوساط التربوية في الآونة الأخيرة. مع زيادة الوعي، ازداد الاهتمام باكتشافها وعلاجها بشكل كبير. لتأثيره على الطلاب من الناحية الاجتماعية والتربوية. بالإضافة إلى الآثار النفسية التي يتركها على الأطفال، ومن خلال الموقع الرسمي تأتي أهمية اكتشافه والتدخل في علاجه من مرحلة ما قبل المدرسة. من خلاله سنتعرف على معنى صعوبات التعلم التنموية وطرق علاجها.

تحديد صعوبات التعلم التنموية

تشمل إعاقات التعلم التنموية أوجه القصور في المهارات الأساسية التي تعتبر متطلبات أساسية، مثل الانتباه والإدراك والذاكرة، وهي وظائف عقلية أساسية. الفكر واللغة وظائف ثانوية ويتداخل كل منهما مع الآخر. يحتاج الطفل إلى هذه المهارات لتعلم المواد الأكاديمية، وبالتالي تظهر خصائص الصعوبة في القراءة والكتابة والهجاء والنطق أو العمليات الحسابية، ويمكن أن يكون لصعوبات التعلم التنموية تأثير واضح على التعلم الأكاديمي للمتضررين. طفل.

أقسام إعاقات التعلم النمائي

غالبًا ما يتم الخلط بين صعوبات التعلم والاحتياجات الجسدية الخاصة، لذلك يجب ملاحظة أن صعوبات التعلم النمائية تنقسم إلى قسمين، وهما

صعوبات التعلم من التطور الابتدائي

وهو أول ما يظهر في الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، ويعاني الطفل من خلل في العمليات الأولية اللازمة للتعلم، مثل الإدراك، والانتباه، وصعوبة التذكر، والمرحلة الأولية تؤدي إلى المرحلة الثانوية. صعوبات في النمو.

صعوبات التعلم التنموية الثانوية

إنه نتيجة الصعوبات الأولية ويؤدي إلى صعوبات في التفكير وإتقان اللغة، وعيوب في حل المشكلات، وعدم القدرة على ربط التسلسل الطبيعي للأحداث.

أسباب صعوبات التعلم التنموية

لقد بذل العلماء جهودًا كثيرة لدراسة الأسباب والإمكانيات لإيجاد طرق لمنع حدوث هذه الصعوبات، وقد طرحوا الأسباب التالية التي يمكن أن تؤثر على حدوث صعوبات التعلم، ومن هذه الأسباب

  • عوامل وراثية إذا كان هناك أفراد في الأسرة يعانون من صعوبات في التعلم، وخاصة أحد الوالدين، فإن خطر نقل هذه المشكلة إلى أطفالهم يزيد.
  • سوء تغذية الأم المستقبلية.
  • تأثير التدخين والكحول وبعض الأدوية التي تتناولها الأم أثناء الحمل.
  • حدوث الحرمان من الأكسجين أثناء الحمل أو وقت الولادة.
  • ضعف الدماغ
  • الأمراض التي تسبب الحمى الشديدة مثل الحصبة والجدري وغيرها.
  • تعديلات في الوظائف النفسية الأساسية، مثل الإدراك والتذكر وتكوين المفاهيم.
  • عيوب في نمو دماغ الجنين.
  • مشاكل بيئية مثل التلوث البيئي.

خصائص الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.

اهتم الباحثون بالتعرف على الخصائص التي تميز الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، وتنقسم هذه الخصائص إلى ما يلي

الخصائص المعرفية

يبدو أن الأداء الأكاديمي المنخفض للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم من أبرز الخصائص التي تميز الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم عن غيرهم. يمكن تلخيص الخصائص المعرفية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم على النحو التالي

  • أداء أكاديمي منخفض.
  • الاضطرابات والقصور في العمليات المعرفية المتعلقة بالإدراك والذاكرة والانتباه والتي تتجلى في الآتي
    • قصور في التمييز البصري وإدراك العلاقات المكانية بين الحروف والرموز والأشكال.
    • وجود قصور في الإغلاق البصري والسمعي والتمييز بين الشكل والأرض.
    • قصور في الحفظ والذاكرة وقلة القدرة على تخزين واسترجاع المعلومات المرئية والسمعية.
    • أوجه القصور في استراتيجيات تذكر وترميز ومعالجة المعلومات.
    • قلة الانتباه والتركيز.
    • عدم التكامل البصري والسمعي.
    • عيوب الذاكرة العامة.
  • يستخدم طرقًا غير مناسبة لتلقي المعلومات ومعالجتها، ويكون أكثر اندفاعًا، ويعتمد على الإدراك، وأكثر تبسيطًا معرفيًا.
  • عدم القدرة على التفكير وحل المشكلات وأداء المهام.
  • عدم القدرة على التحكم في العمليات ما وراء المعرفية مثل التنبؤ والتخطيط والمراقبة والتقييم.

الخصائص السلوكية

يُظهر الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم العديد من الخصائص السلوكية التي تميزهم عن الأطفال العاديين من نفس العمر، ومنها

  • تجنب الواجبات المدرسية.
  • عدم المشاركة في الأنشطة التعليمية المختلفة.
  • الموقف السلبي تجاه المدرسة.
  • النشاط الحركي المفرط
  • القلق والعدوان الناقد والاندفاع.
  • لا تتحمل المسؤولية.

الخصائص الاجتماعية

هناك العديد من الخصائص الاجتماعية التي تميز الأطفال ذوي صعوبات التعلم عن أقرانهم الطبيعيين، والتي بدورها تؤثر على علاقاتهم مع بيئتهم الاجتماعية، وهذه الخصائص هي

  • لا يمكنهم التفاعل اجتماعيًا في المدرسة والبيئة الأسرية، وهم أقل مشاركة في الأنشطة المدرسية ولديهم أوجه قصور في مهارات الاتصال الاجتماعي.
  • ليس لديهم القدرة على تقديم متطلبات الأدوار الاجتماعية المطلوبة منهم.
  • لديهم مواقف سلبية تجاه أنفسهم وزملائهم في الفصل وكذلك تجاه معلميهم.
  • لديهم أوجه قصور في التعبير الاجتماعي والرقابة الاجتماعية.
  • كما أنهم لا يستطيعون تنظيم وقت الدراسة والدراسة.

الخصائص النفسية

تؤثر الخصائص النفسية للطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم النمائي على مستوى أدائه ودوافعه لإتمام المهام الأكاديمية، ومن أهم الخصائص النفسية التي يتمتع بها

  • تدني مفهوم الذات بمختلف أبعاده الأكاديمية والاجتماعية والعامة.
  • عدم المثابرة.
  • دافع الإنجاز المنخفض.
  • احترام الذات متدني.
  • فقدان الثقة بالنفس والأمان.
  • الشعور بالعجز
  • عدم القدرة على التحكم في النبضات.
  • زيادة القلق والتوتر.
  • كما أنه يشعر بالخجل والتردد.
  • انخفاض مستوى الطموح.

أعراض صعوبات التعلم التنموية

ترشدنا العديد من سلوكيات الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم في النمو، ومن أبرزها ما يلي

  • تدني مستوى إتقان مهارات أو معلومات معينة، وهو ما يتجلى من سلوك الطالب في تفاعله مع معلميه وزملائه، وينعكس أيضًا في درجاته في الاختبارات أو التدريبات.
  • البطء في اكتساب المهارات أو المعلومات أو حل المشكلات مع الأقران.
  • فقدان النمو المتسلسل المستمر في التعلم.
  • الشعور بالعجز والدونية لدى الطالب لعدم قدرته على الوصول لمستوى أقرانه من نفس العمر.

تشخيص صعوبات التعلم التنموية

يولي علماء النفس أهمية كبيرة لتشخيص صعوبات التعلم التنموية التي يواجهها الأطفال. أما عن كيفية تشخيص الإصابة فنلخصها بالخطوات التالية

  1. إجراء تقييم تعليمي شامل.
  2. تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من إعاقة بصرية أو سمعية أو حركية أو عقلية أو عاطفية.
  3. أو الحرمان البيئي أو الثقافي أو الاقتصادي. إذا تم التأكد من وجود إحدى هذه الإعاقات، فهذا هو السبب الرئيسي لصعوبات التعلم. في هذه الحالة، يجب استبعاد الحكم بأن الطالب يعاني من صعوبات التعلم التنموية.
  4. قم بتقييم ما إذا كان التقرير الطبي ضروريًا.
  5. تأكد من أن الخبرات التعليمية مناسبة لعمر الطفل.
  6. تحديد ما إذا كان أداء الطالب الأكاديمي لا يتناسب مع عمره وقدرته.
  7. تأكد من وجود فرق كبير بين الذكاء والأداء الأكاديمي.
  8. حدد ما إذا كانت معالجة المعلومات غير الفعالة من قبل الطالب تؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي.
  9. تحقق من خلال ملاحظة ما إذا كان الأداء الأكاديمي المنخفض والخصائص التعليمية التي تحددها الأنشطة التشخيصية تظهر بشكل متكرر في أداء الطالب في البرنامج التعليمي العادي.
  10. القيام بإجراءات التقويم التربوي لذوي صعوبات التعلم للحصول على المعلومات المطلوبة.
  11. أخيرًا، قم بة البيانات والمعلومات المستخدمة لتحديد ما إذا كان الطالب معاقًا أم لا. في ضوء نتائج التقييم، من الممكن تحديد الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم التطورية ووضع استراتيجيات تعليمية علاجية مناسبة لهم.

علاج صعوبات التعلم التنموية

يعتمد علاج صعوبات التعلم التنموية على استراتيجيات متعددة تساعد الطالب في التغلب على صعوبات التعلم التنموية، ومن أهمها

تكرار

يعد التكرار أحد أكثر طرق التدريس فاعلية، خاصة للأطفال الصغار الذين يتعلمون منه أكثر من غيرهم. خاصة أولئك الذين يعانون من صعوبات التعلم في التنمية، فهم بحاجة إلى الكثير من التكرار.

جو غني

يعد توفير بيئة ألعاب وفعاليات ثرية وسهولة الوصول إلى كل حدث أمرًا بالغ الأهمية. نوّع الأنشطة لتشمل جميع الحواس – الأشياء التي يمكنك رؤيتها أو شمها أو لمسها أو سماعها.

تشجيع البحث

إنها شرح طريقة مهمة للغاية للتعامل مع صعوبات التعلم التنموية، على سبيل المثال، بعد الانتهاء من تعلم الشكل الهندسي، نطلب منهم إيجاد أشكال هندسية في الغرفة وتسميتها.

تطوير مهارات استخدام الجمل المركبة.

– تشجيع الطفل على استخدام جمل مركبة تحتوي على أفعال وصفات مثل هذا بيت جميل. كما يجب مساعدته على إدخال الأفعال المصاحبة للكلمات التي يستخدمها، فمثلاً إذا قال الطفل سيارة نقول نعم إنها سيارة كبيرة.

تطوير مهارات التنظيم والتصنيف.

يحتاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم التطورية إلى جدول يومي ينظم يومهم، لأن هذا يعلمهم الوقت والاتساق. كما تعلمهم قيمة الوقت والنظام. كما يجب الوثوق بالطفل في بعض الأمور البسيطة مثل تنظيف الطاولة، وتثبيت كل شيء في مكانه، وترتيب القصص والألوان. من الضروري أن نوضح للطفل أن الأشياء في البيئة مرتبة بالترتيب المنطقي للأزواج والمجموعات والعائلات وأوجه التشابه مع خصائص معينة. بناءً على هذه الغرفة، يمكننا تنظيم الأشياء وفقًا لوظيفة أو جودة معينة.

تنمية القدرة على السؤال

من الضروري تعليم الطفل كيفية طرح السؤال وكيفية الإجابة عليه. على سبيل المثال نسأل الطفل أين الكرة ونحصل على إجابة كاملة من الطفل الكرة في السلة. وهكذا، يتعلم الطفل أن الأسئلة التي تبدأ بكلمات معينة يتم الرد عليها بشرح طريقة معينة. تتعلم أيضًا التعميم وتطوير المهارات اللغوية واستخدام التفكير المنطقي بشكل صحيح.

تحفيز الكلام واللغة.

كما يجب الانتباه إلى النطق الصحيح عندما يعبر الطفل عن احتياجاته، وذلك من خلال مراقبة الطفل والاهتمام بشرح طريقة تشكيل الكلام والأصوات. اطلب منه تكرار الكلمات والجمل بشرح طريقة مريحة. يجب أيضًا مساعدة الطفل على تكوين جملة كاملة تنقل الفكرة بوضوح.

وها نحن نصل إلى نهاية موضوعنا الذي نلقي فيه الضوء على معنى صعوبات التعلم التنموية وعلاجها، ونذكر الأسباب الرئيسية لحدوثها، بالإضافة إلى خصائص الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، ومن ثم نذكر ناقشوا الأعراض التي تصاحب عجز التعلم النمائي وشرح طريقة تشخيص الإصابة.