أعلام ثقيلة موازينها ومراتبها عالية بسبب أخلاقها النبيلة، وأصولها الطيبة، وكرم قلبها، وعمق إيمانها، ووفرة معرفتها وفهمها لرسالة الإسلام الحقيقية.

هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

بخير بدلا من الغنم (1)

كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأخذ من بيت المال، وكان خليفة المسلمين، وحاكما لأرض شاسعة شملت الجزيرة العربية وغزت بلاد الشام، في الفتح والغزو يكفي لقوته ومعيشة عائلته الصغيرة.

كان تاجرا قبل توليه الخلافة ومنعته الخلافة من التجارة فاضطر إلى إخراج ما يعتمد عليه هو وعائلته من الخزينة لأنه لم يستطع إيجاد الوقت لكسب الرزق، وكان ذلك في مصالح المسلمين ويتناول مهام الخلافة وإدارة البلاد.

وما أخذه من الخزانة كان كافياً لتبرير صلبه وصلب عائلته من الطعام والخبز والحلويات التي لم تجد أم عائلته طريقة لإتقانها، والتوسع في المطاعم، كما يحدث بما أعطاه الله له. دعم الأسرة الغنية وشعب الأرض.

كانت الأسرة دائمًا أفضل حالًا عندما يعيش سيد الأسرة، الصديق، على التجارة. كان لأبي بكر أطفال صغار يعتمدون على ما يشدهم ويغذونهم بأطعمة مماثلة، ولا يجدون ما يريدونه من الحلويات والفواكه من أهالي المدينة التي أغناها الله، ووسعت سبل عيشهم كشيخوختهم، و كان للآباء حدائق وتجارة ومزارع.

شعرت الأم الحنونة بهذا الأمر وأرادت أن تحلى أفواه الأطفال الصغار وتستمتع بالحلويات، وهي شخصية، فقالت لزوجها العظيم أن يسمح لها بذلك في يوم من الأيام وأن يزيد راتبها من خزينة الدولة للمطاعم والحانات.

قالت، إذا أخذتمونا بضعة أيام من نفقاتنا ولدينا الباقي، فهل هناك مانع من استخدامها في شراء الحلوى .

قال لا بأس في ذلك، وهذه قدرتك وجهودك.

الغرامة عوضا عن الغنم (2)

ففضلت زوج أبي بكر الصديق من إقامتها عدة أيام، وهو ما كان يصلح له لشراء الحلوى، وقدمت لأبي بكر الدراهم فقالت إليك الدراهم التي تشتري لنا الحلويات.

الصديق لا علاقة له بها إلا أنه أعاد الدراهم إلى الخزينة وقال لمن تبعه

ربما أدركنا أن عائلاتنا يمكنها أن تعيش وتعتني بأفرادها بأقل مما يمكن أن يحصلوا عليه من خزينة الدراهم. وليس خزينة المسلمين، حيث تنغمس أسرة الخليفة وتتوسع في المطاعم.

وهكذا كان، وهكذا كان كل يوم يخفض راتبه بهذه الدراهم، من ثروة الأسرة السعيدة الصالحة، التي حكم سيدها بلدًا واسعًا، وأتى له الغنيمة والثروة من جهات كثيرة، وبدلاً من الديون خروف.

لم تستطع تلبية رغبتها في الحلويات التي تريدها، ولكن كان عليها الاكتفاء براتب يقل عما تحصل عليه يوميًا من خزينة الدولة. ).

وكان سيدنا أبو بكر قدوة لمن يتبع أوامر المسلمين ويفضل الزهد والرضا عن التوسع في المطاعم والمشروبات، وتلبية احتياجات الروح، وتفضيل ما وراء العالم.

قصة الصبي مع الخليفة العباسي

وروي أن المهدي الخليفة العباسي دخل الكعبة فوجد صبيا يبلغ من العمر ستة عشر أو سبعة عشر محاطًا بأربعمائة شيخ ذوي لحى ومكانة وكرامة، فعلمهم الغلام درسًا.

فاندهش المهدي فقال هذان الرجلان، أي اللحية، كانا بينهم من يتقدم ثم صعد إلى الصبي وأراد أن يوقعه ويوبخه، فقال له كم عمرك يا فتى

فقال الغلام أنا سن أسامة بن زيد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد جيش فيه أبو بكر وعمر. تقديراً لذكائه وحقه في هذا المنصب بارك الله فيك.

زهد أعظم حاكم في عصره (1)

كان سيدنا عمر بن عبد العزيز، الخليفة الأموي الراشد، أعظم حكام عصره، وحكم بلاد الشام ومصر والعراق وشبه الجزيرة العربية وشمال غرب إفريقيا وإيران وخراسان، ووصلت مملكته إلى حدود الهند. .

ولما عين خلفا له، أخذ ماله وممتلكاته، وأعادها إلى أموال المسلمين، ووضع مجوهرات زوجته في الخزينة، وبلغ الزهد وصرامة الحياة وصرامة الحياة إلى حد هذا الزهد. ناهيك عن الملوك والأمراء.

أحيانًا كان يتأخر عن صلاة الجمعة، ينتظر حتى يجف قميصه ومصاريفه اليومية لا تزيد عن درهمين، وكان مترددًا في تسخين المياه في المطبخ العام.

يطفئ الشمعة التي دهنها من الخزانة إذا كان أحد يشغله بأسئلة عن نفسه، فقال كيف حالك أمير المؤمنين، وكيف حال أهلك أطفأ الشمعة وطلب شمعة يملكها أو أجاب على سؤال صديقه في الظلام.

ذات مرة عندما دخل منزله لزيارته وتحية عائلته ورأى أنه عندما واجهته كل من بناته وتحدثت معها، وضعوا يدها على وجهها وتحدثوا معه، سأل عن ذلك لذلك اعتذرت له. وأخبرته أنها لم تجد ما عدا العدس والبصل في المنزل الذي كانت تأكله، لأنها كانت تخشى أن تصله رائحتهما. و قال

بناتي ما فائدة لك أن تحيا بالألوان وتحضر والدك إلى النار كانوا راضين عن هذه الحياة الزهدية ورضاها، وكان والدهم هو الحاكم الأعظم في ذلك الوقت، وكان عماله والعديد من مواطنيه يتمتعون بالطعام اللذيذ والأقمشة الجميلة والمكلفة، وحياة مريحة وسلسة.

زهد هو أعظم حاكم في عصره (2).

لم تقتصر تقواه على نفسه، بل كانت سياسة عامة. وحث رجال دولته وعماله على التواضع ونكران الذات والكرم مع المسلمين. كان يعتقد أن الدرهم دماء فلا يجوز أن يتدفق في غير عروقها، ولا يرى أنه يضيع في الترف والشكليات.

طلب منه أحد عماله أن يكتب عليها لمصلحة دولته، فأجاب “عندما تأتيك هذه الرسالة مني، خفف القلم، واجمع الخط، وضع الحاجات الكثيرة على ورقة، للمسلمين لا داعي للقول فضل أن هذا يضر ببيت مالهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

واشتكى له أحد العمال من النقص والخسارة التي عانت منها الخزانة لأن الجزية بالنسبة لمن اعتنق الإسلام ألغيت لأن الضرائب لم تُفرض على المسلمين. أجاب

“إن الله عز وجل أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم داعية للإسلام، ولم يرسله جامعًا”.

أبو حنيفة والمقترض

جلس أبو حنيفة (الإمام الفاضل) في ظل منزل صاحبه، واقترض منه صاحب هذا المنزل، وفي اليوم التالي لمجيء القرض، جلس أبو حنيفة بعيدًا عن ظل المنزل، فسأل صاحب المنزل له لماذا تجلس بعيدًا

أجاب أبو حنيفة كنت أخشى أن يكون هذا من أشكال الربا.

قال صاحب المنزل ولكنك جلست قبل أن تقرضني !

قال أبو حنيفة جلست دائما وفضلتني في ظل بيتك، فخفت أن أجلس وفضلتك بالمال.

موارد

قصص من التاريخ الإسلامي (أبو الحسن الندوي).