نتناول في موضوع اليوم شرح رائع لروائع شاعر الحكمة والكبرياء المتنبي. قصيدته الشهيرة “في مصير الهمم” التي أثنى فيها على الأمير سيف الدولة الحمداني، فلنبدأ!

قصيدة مثل أصحاب الهمم

يأتي العزم على قدر عزيمة الشعب * وعلى قدر الشرفاء

وفي عيون الصغار يتضخم صغارها * وهي صغيرة في عيون العظماء والعظماء.

سيف الدولة يثقل كاهل الجيش بحمله * والجيوش الخضرية عاجزة عن ذلك

وهو يطلب من الناس ما فيه * والمظلوم لا يدّعون ذلك.

ه * لِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها * وَتَعْلَمُ أي السُّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ

سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ * فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا * وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ * وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ

وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها * وَذا الطّعْنُ آساسٌ لَا وَدَعائِمُ

يسحبون الحديد كما لو كانوا يسيرون على جياد بلا أرجل.

إذا أضاءوا، فلن يتعرفوا على البيض * ملابسهم وعماماتهم

لقد وقفت ولا شك في الموت وأنت واقف * وكأنك في غضب الموت وهو نائم.

يمر الأبطال بكلمة الهزيمة * وجهك واضح وفمك بالاسم

لقد تجاوزت مستوى الشجاعة والنواهي * لتقول القول المأثور لبعض الناس أنك على علم بما هو غير مرئي

لقد طويت جناحيها فوق قلبك في حضن * لتموت تحت الخفاء والمجيء

نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ * كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّرهم

تدوس خيولك الأعشاش على القمم * وهناك العديد من المطاعم حول الأعشاش

تعتقد الكتاكيت أنك زرتها مع أمهاتهم وهم الحريات القوية

ماعدا لك السيف الذي ليس في غمده لا مشتبه به ولا قابل للذوبان.

هَنِِ لضَرْبِ الهَامِ وَلمَجْدِ وَالعُلَى * وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ ّنّكَ سالِم

ولماذا لم يحمي الرحمن حدودك طالما فعل * وانفصاله مهم لك، العدو أبدي.

مناسبة قصيدة حسب مصير أصحاب الهمم

وغنى المتنبي قصيدته الرائعة بعد مناسبة وحدث كبير وقع في اطراف المدينة بين المسلمين بقيادة الامير سيف الدولة والرومان بقيادة قلعة دوماستاق الحدث التي كانت تحت قيادة الأمير سيف الدولة. الرومان.

فاق عدد الجيش الروماني في ذلك الوقت عدد جيش سيف الدولة الذي لم يكن جاهزا لهذه المعركة، حيث كان هدفهم إعادة بناء وبناء هذه القلعة.

فاجأه الجنود الرومان، ودارت المعركة التي أظهر فيها الأمير وجنوده صبراً وشجاعة لا يمكن تصوره، حتى أطلق عليها المتنبي اسم الحدث الأحمر بسبب كمية الدم الكبيرة التي أراقت في هذه العملية.

معجم أقوال القصيدة وكذلك أصحاب الهمم

دراغيم أسود.

الحدث حصن بناه سيف الدولة في أرض الروم.

السر التنزه الليلي.

بيض سيوف.

الخميس الجيش.

برج الجوزاء نجمتان في السماء.

زمزم صوت الرعد.

المؤخرة السيف القاطع.

دباريم الشجاع، الجريء.

الجواب الدمار.

كلمتي جرحى

الفغرة أمام الفم

الدوافع الرؤوس

الرضانيات الرماح

الأحيدب جبل الحدث.

الأرقم جمع الأرقم، أي الأفعى التي فيها أبيض وأسود.

المشرفية سيوف.

الغمغم اضطرابات الحرب.

شرح وتحليل قصيدة المتنبي بعد مصير أصحاب الهمم (1)

يأتي العزم على قدر عزيمة الشعب * وعلى قدر الشرفاء

وفي عيون الصغار يتضخم صغارها * وهي صغيرة في عيون العظماء والعظماء.

في مقدمة تلهم العزيمة والعزيمة، يعد المتنبي قصيدته بما يليق باستقبال الأمير المظفر سيف الدولة.

سيف الدولة يثقل كاهل الجيش بحمله * والجيوش الخضر لم تكن قادرة على القيام بذلك

وهو يطلب من الناس ما فيه * والمظلوم لا يدّعون ذلك.

الطائر المثالي يستبدل سلاحه *

ويشيد المتنبي بتصميم سيف الدولة الكبير على تنظيم الجيش، وهو وحده القادر على فعل أي شيء وكأنه أمة خاصة به، وهذا أمر يحظى بإشادة وإشادة.

بل تقول النسور، صغارا وكبارا، لأذرع الأمير سوف نفدي أنفسنا من أجلك لأنهم وفروا عليهم عناء البحث عن الطعام.

ه * لِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها * وَتَعْلَمُ أي السُّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ

سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ * فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا * وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ

ويتحدث عن القلعة التي تحولت إلى اللون الأحمر من الدم عندما أمطرتها الغيوم قبل المعركة حتى نقع الأمير في الجثث والجماجم بعد المعركة.

لقد وقفت ولا شك في الموت وأنت واقف * وكأنك في غضب الموت وهو نائم.

يمر الأبطال بكلمة الهزيمة * وجهك واضح وفمك بالاسم

لقد تجاوزت مستوى الشجاعة والنواهي * لتقول القول المأثور لبعض الناس أنك على علم بما هو غير مرئي

شرح وتحليل قصيدة المتنبي بعد مصير أصحاب الهمم (2)

يصور الشاعر الأمير واقفًا، لا يخاف من أهوال الحرب، والموت غير المتوقع، ويخطو بكل شجاعة إلى الأمام بقدر ما تم تقدير الدمار بشجاعته وقدميه، فابتعد عنه ونام، بحيث أنقذ ولم يمت.

الأبطال الجرحى يمرون ويهزمون ويستسلموا، لكن هذا لا يثبط عزيمة الأمير أو يضعفه، بل يبتسم بمرح ويثق في نصر الله.

احتقرت الثوب حتى رميته * وكأن السيف إهانة للحربة

وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ هذهّمَا * مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ

يثني الشاعر على الأمير لتركه وراءه الرماح التي لا تكمن بها إلا يد غادرة، وتقليده بالسيوف التي لا يملكها إلا الشجعان الذين يقفون وجهًا لوجه في الحرب.

نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ * كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّرهم

استعارة رائعة ومضحكة في نفس الوقت، يقارن فيها قتل الأمير بجنود العدو، مثل الدراهم المتناثرة على العروس، كل درهم يقذف في اتجاه واحد، وكذا الحال مع نثر الجنود جثثهم في جبل الاهيديب.

تعتقد الكتاكيت أنك زرتها مع أمهاتهم وهم الحريات القوية

إذا انزلقت بطونك * عند المشي على المستوى المرقم

أراد الشاعر أن يُظهر منظر الخيول وهي تجري بسهولة عبر التلال والأدغال الوعرة، بينما النسور مبعثرة حتى ظن فراخهم أن الأمير سيستقبلهم، وأتت النسور بهم سعداء وراضين لكونهم الجثث. فرائسهم.

هل هناك سفك دماء كل يوم قبل ذلك * ظهره للقدمين على وجهه مناسب

وهل ينكر ريح الأسد حتى يتذوقها * وتتعرف ريح الأسد على الحيوانات

وظلمته مع ابنه وصهره * ومع صهره حملات الأمير المخادع.

واستمر في شكر رفاقه عندما فاته الظبي * عندما احتلها أراجيحه ومعصميه.

ويسخر الشاعر من الزعيم الروماني الذي تورط في حرب انتحر فيها وأسرته وجنوده، ويدعوه أن يشكر رفاقه المشغولين بالسيوف حتى يهز رأسه ونجا من الدمار.

شرح وتحليل قصيدة المتنبي بعد مصير أصحاب الهمم (3)

ويفهم صوت المشرفية فيها * أن أصوات السيوف غريبة

يقول لا أحد يفهم أصوات السيوف لأن أصواتهم غريبة ومبهمة، والقائد الدمستاق يفهم صوتهم في رفاقه لأنه يدل على قتلهم.

وَلَكْنّكَ التّوْحيدُ للشّرْكِ هَازِمُ

اعتبر المتنبي هذا الانتصار ليس انتصارًا لأمير على أمير، بل انتصارًا للإسلام على الشرك بالآلهة، لذا فإن انتصارات سيف الدولة ليست انتصارات شخصية مؤقتة، بل انتصارات تمثل فخرًا للأمير. الإسلام والمسلمون.

الحمد للقدر الذي لدي كلمته * لأنك المعطي وأنا المنظم

والحق لا تحسب لي هداياك في الغضب. * أنا لست مذنبًا ولا أندم عليه.

من يطير هناك برجله * عندما يسقط الصوت المكتوم في اذنه

انتصارات سيف الدولة هي أيضا انتصار للمتنبي، حيث تشحذ ملكته الشعرية وتفجرها، أي أنه شاعر كبير يغني عن انتصارات أمير عظيم، وموهبته الشعرية لا تقل عن شجاعته حتى. في المعارك، وفيها يمتدح الشاعر نفسه.

ماعدا لك السيف الذي ليس في غمده لا مشتبه به ولا قابل للذوبان.

هَنِِ لضَرْبِ الهَامِ وَلمَجْدِ وَالعُلَى * وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ ّنّكَ سالِم

ولماذا لم يحمي الرحيم حدودك طالما فعل * وانفصاله مهم لك، العدو دائم.

يقول الشاعر مخاطبًا الأمير أنت سيف لا نهاية له ولا غمد ولا جثة، لأن أهدافه مرتبطة بالنصر وجهوده مغطاة بحسن الصنع.

لذلك فإن رعاية الرحمن تشمله بالحماية والحماية أينما ذهب وسافر لأنه يدافع عن دين الحق، وينشر كلمة التوحيد، ويقمع كل مهاجمين وتدنيس لأرض الإسلام.

المصادر وال

العرف الطيب في إعلان الديوان لأبي الطيب (ناصيف اليازجي).

في الذوق الجمالي لقصيدة أبو الطيب المتنبي بقدر ما يريده المصممون (محمد علي أبو حمدة).